علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي تولي حفظ كتابه العظيم فقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، والصلاة والسلام علي سيد ولد عدنان سيدنا محمد وعلي آله وصحبه الممدوح في القلم وما يسطرون بقوله تعالي ( وإنك لعلي خلق عظيم).
أما بعد فهذا مبحث جليل يشفي العليل في علم كتابة القرآن العظيم وعلوم رسمه وما يتعلق به من أحكام، نقلته لكم من كتاب(مناهل العرفان في علوم القرآن) للعلامة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني
تكلم فيه عن تاريخ الكتابة عند العرب في مكة والمدينة قبل الإسلام وبعده، ثم تعرض فيه لمسألة هل تعلم النبي-صلي الله عليه وسلم القراءة والكتابة؟،ثم تعرض لكتابة القرآن قبل جمعه، ثم تكلم عن الرسم العثماني للمصحف وقواعده، ومزاياه، وهل رسم المصحف توقيفي أم لا؟ ثم أعقبه بحكم كتابة القرآن بغير الرسم العثماني أو بغير الخط العربي.
وأحب أن أنبه علي أمر وهو أن الكتابة علي الحاسب باللغة العربية ينقصها الكثير والكثير من خصائص الرسم العثماني لذلك قد يصعب كتابة القرآن فيه بما يوافق الرسم العثماني، إلا أن الله قد وفق المسلمين إلي إصدار المصحف بالرسم العثماني علي ملفات (وورد) مرفقة معها خطوط هذا المصحف، وهذا مما يسر كتابة المصحف بالرسم العثماني علي ملفات (وورد)، ولكن تبقي صعوبة نسخ الآيات من هذا المصحف في بعض المواقع التي لا تتوفر فيها هذه الخطوط مما يضطر الكاتب إلي أن يستخدم الحروف العربية الإملائية التي تخالف رسم المصحف في بعض الكلمات.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
يقول العلامة الزرقاني في كتابه:
المبحث العاشر
في كتابة القرآن ورسمه ومصاحفه وما يتعلق بذلك
في كتابة القرآن ورسمه ومصاحفه وما يتعلق بذلك
1 - الكتابة
معروف أن الأمة العربية كانت موسومة بالأمية مشهورة بها لا تدري ما الكتابة ولا الخط، وجاء القرآن يتحدث عن أميتها هذه فقال( هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) الجمعة(2 ).ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا أفراد قلائل في قريش تعلموا الخط ودرسوه قبيل الإسلام وكأن ذلك كان إرهاصا من الله وتمهيدا لمبعث النبي صلي الله عليه وسلم وتقرير دين الإسلام وتسجيل الوحي المنزل عليه بالقرآن لأن الكتابة أدعى إلى حفظ التنزيل وضبطه وأبعد عن ضياعه ونسيانه.
وكادت تتفق كلمة المؤرخين على أن قريشا في مكة لم تأخذ الخط إلا عن طريق حرب بن أمية بن عبد شمس، لكنهم اختلفوا فيمن أخذ عنه حرب.
فرواية أبي عمرو الداني تذكر أنه تعلم الخط من عبد الله بن جدعان وفيها يقول زياد بن أنعم: قلت لابن عباس: معاشر قريش هل كنتم تكتبون في الجاهلية بهذا الكتاب العربي تجمعون فيه ما اجتمع وتفرقون فيه ما افترق هجاء بالألف واللام والميم والشكل والقطع وما يكتب به اليوم، قال ابن عباس: نعم، قلت: فمن علمكم الكتابة، قال حرب بن أمية، قلت: فمن علم حرب بن أمية، قال: عبد الله بن جدعان، قلت: فمن علم عبد الله بن جدعان، قال: أهل الأنبار، قلت: فمن علم أهل الأنبار، قال: طارئ طرأ عليهم من أهل اليمن من كندة، قلت: فمن علم ذلك الطارئ، قال: الخلجان بن الموهم كان كاتب هود نبي الله عز وجل.
أما رواية الكلبي فتقص علينا أن حربا تعلم الكتابة من بشر بن عبد الملك وفيها يقول عوانة: أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم مرامرُ بن مرة وأسلم بن سدرة وكذا عامر بن جدرة وهم من عرب طيىء تعلموه من كاتب الوحي لسيدنا هود عليه السلام، ثم علموه أهل الأنبار ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرهما فتعلمها بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل وكان له صحبة بحرب بن أمية لتجارته عندهم في بلاد العراق فتعلم حرب منه الكتابة ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان فتعلم منه جماعة من أهل مكة اهـ.
ومن هنا وجد عدد يحذق الخط والكتابة قبيل الإسلام ولكنهم نزر يسير بجانب تلك الكثرة الغامرة من الأميين، وفي ذلك يمتن رجل من أهل دومة الجندل على قريش فيقول:
لا تجحدوا نعماء بشر عليكمو ... فقد كان ميمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمو ... من المال ما قد كان شتى مبعثرا
فأجريتم الأقلام عودا وبدأة ... وضاهيتمو كتاب كسرى وقيصرا
وأغنيتمو عن مسند الحي حمير ... وما زبرت في الصحف أقلام حميرا
أولئك أهل مكة.
أما أهل المدينة فكان بينهم أهل الكتاب من اليهود، وقد دخل النبي-صلي الله عليه وسلم- المدينة وفيها يهودي يعلم الصبيان الكتابة وكان فيها بضعة عشر رجلا يحذقون الكتابة منهم المنذر بن عمرو وأبي بن وهب وعمرو بن سعيد وزيد بن ثابت الذي تعلم كتابة اليهود بأمر من النبي صلي الله عليه وسلم.
منقول بتصرف
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
شأن الكتابة في الإسلام
ثم جاء الإسلام فحارب فيما حارب أمية العرب وعمل على محوها وطفق يرفع من شأن الكتابة ويعلي من مقامها، وإن كنتَ في شك فهذه أوائل آيات نزلن من القرآن الكريم يشيد الحق فيها بالقلم وما يعلم الله عباده بوساطة القلم إذ يقول جلت حكمته( اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسن من علق.اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسن ما لم يعلم) العلق.
وهذه سورة( ن~ ) يحلف العلي الأعلى فيها بالقلم وما يسطرون إذ يقول (ن~ والقلم وما يسطرون. ما أنت بنعمة ربك بمجنون) القلم 1 - 2.
وهذا من أروع ألوان التنبيه إلى جلال الخط والكتابة ومزاياهما، وهذا رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يدفع أصحابه دفعا إلى أن يتعلموا الخط ويحذقوا الكتابة ويهيىء لهم السبل بكل ما يستطيع من وسيلة مشروعة، حتى لقد ورد أن المسلمين في غزوة بدر أسروا ستين مشركا فكان مما يقبل الرسول-صلي الله عليه وسلم- في فداء الواحد منهم أن يعلم عشرة من أصحابه الكتابة والخط.
وهكذا أعلن الرسول-صلي الله عليه وسلم-بعمله هذا أن القراءة والكتابة عديلان للحرية وهذا منتهى ما تصل إليه الهمم في تحرير شعب أمي من رق الأمية، وبمثل هذه الطريقة أخذت ظلمات الأمية تتبدد بأنوار الإسلام شيئا فشيئا وحل محلها العلم والكتابة والقراءة.
وهذا من أدل الأدلة على أن الإسلام دين العلم والحضارة والمدنية.
هل كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ ويكتب؟
حتى لقد قيل إن النبي-صلي الله عليه وسلم- عرف القراءة والكتابة في آخر أمره بعد أن قامت حجته وعلت كلمته وعجز العرب في مقام التحدي عن أن يأتوا بسورة من مثل القرآن الذي جاء به، وكأن الحكمة في ذلك هي الإشارة إلى شرف الخط والكتابة، وأن أمية الرسول-صلي الله عليه وسلم- في أول أمره إنما كانت حالا وقتية اقتضاها إقامة الدليل والإعجاز واضحا على صدق سيدنا-محمد صلي الله عليه وسلم- في نبوته ورسالته وأنه مبعوث الحق إلى خليقته، ولو كان وقتئذ كاتبا قارئا وهم أميون لراجت شبهتهم في أن ما جاء به نتيجة اطلاع ودرس وأثر نظر في الكتب وبحث، وفي هذا المعنى يقول سبحانه (وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون. بل هو ءايت بينت في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بئايتنا إلا الظلمون) العنكبوت 48 - 49 .
قال العلامة الألوسي بعد تفسيره لهذه الآية ما نصه: واختلف في أنه أكان بعد النبوة يقرأ ويكتب أم لا؟ فقيل: إنه-عليه الصلاة و السلام- لم يكن يحسن الكتابة واختاره البغوي في التهذيب وقال إنه الأصح.
وادعى بعضهم أنه صار يعلم الكتابة بعد أن كان لا يعلمها، وعدم معرفتها بسبب المعجزة لهذه الآية فلما نزل القرآن واشتهر الإسلام وظهر أمر الارتياب تعرف الكتابة حينئذ، وروى ابن أبي شيبة وغيره ما مات حتى كتب وقرأ، ونقل هذا للشعبي فصدقه وقال: سمعت أقواما يقولونه وليس في الآية ما ينافيه. وروى ابن ماجه عن أنس قال:" قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: رأيت ليلة أسري بي مكتوبا على باب الجنة الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر"، ثم قال: ويشهد للكتابة أحاديث في صحيح البخاري وغيره كما ورد في صلح الحديبية فأخذ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله الحديث...
وممن ذهب إلى ذلك أبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو الفتح النيسابوري وأبو الوليد الباجي من المغاربة وحكاه عن السمناني وصنف فيه كتابا وسبقه إليه ابن منية، ولما قال أبو الوليد ذلك طعن فيه ورمي بالزندقة وسب على المنابر ثم عقد له مجلس فأقام الحجة على مدعاه وكتب به إلى علماء الأطراف فأجابوا بما يوافقه، ومعرفة الكتاب بعد أميته لا تنافي المعجزة بل هي معجزة أخرى لكونها من غير تعليم.
* وقد رد بعض الأجلة كتاب الباجي لما في الحديث الصحيح" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وقال: كل ما ورد في الحديث من قوله كتب فمعناه أمر بالكتابة كما يقال كتب السلطان بكذا لفلان، وتقديم قوله تعالى( من قبله) العنكبوت 48،على قوله سبحانه (ولا تخطه) كالصريح في أنه-عليه الصلاة و السلام-لم يكتب مطلقا، وكون القيد المتوسط راجعا لما بعده غير مطرد.
وظن بعض الأجلة رجوعه إلى ما قبله وما بعده فقال: يفهم من ذلك أنه -عليه الصلاة و السلام- كان قادرا على التلاوة والخط بعد إنزال الكتاب ولولا هذا الاعتبار لكان الكلام خلوا عن الفائدة.
*وأنت تعلم أنه لو سلم ما ذكره من الرجوع لا يتم أمر الإفادة إلا إذا قيل بحجية المفهوم والظان ممن لا يقول بحجيته.
ثم قال الألوسي في تفنيد هذه الردود ما نصه: ولا يخفى أن قوله-عليه الصلاة و السلام-(إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) ليس نصا في استمرار نفي الكتابة عنه-عليه الصلاة و السلام-، ولعل ذلك باعتبار أنه بعث-عليه الصلاة و السلام-وهو وأكثر من بعث إليهم وهو بين ظهرانيهم من العرب أميون لا يكتبون ولا يحسبون، فلا يضر عدم بقاء وصف الأمية في الأكثر بعد، وأما ما ذكر من تأويل كتب بأمر بالمكاتبة فخلاف الظاهر، وفي شرح صحيح مسلم للنووي-عليه الرحمة- نقلا عن القاضي عياض: إن قوله في الرواية التي ذكرناها (ولا يحسن يكتب فكتب) كالنص في أنه كتب بنفسه فالعدول عنه إلى غيره مجاز لا ضرورة إليه، ثم قال: وقد طال كلام كل فرقة في هذه المسألة وشنعت كل فرقة على الأخرى في هذا فالله تعالى أعلم اهـ.
*وأقول: إن التشنيع ليس من دأب العلماء ولا من أدب الباحثين،
والمسألة التي نحن بصددها مسألة نظرية، والحكم في أمثالها يجب أن يكون لما رجح من الأدلة لا للهوى والشهوة.
*ونحن إذا استعرضنا حجج هؤلاء وهؤلاء نلاحظ أن أدلة أميته قطعية يقينية
وأن أدلة كونه كتب وخط بيمينه ظنية غير يقينية ولم يدع أحد أنها قطعية يقينية، ثم إن التعارض ظاهر فيما بين هذه وتلك، غير أنه تعارض ظاهري يمكن دفعه بأن نحمل أدلة الأمية على أولى حالاته وأن نحمل أدلة كتابته على أخريات حالاته وذلك جمعا بين الأدلة.
ولا ريب أن الجمع بينها أهدى سبيلا من إعمال البعض وإهمال البعض ما دام في كل منها قوة الاستدلال وما دام الجمع ممكنا على أية حال.
أما لو لم يمكن الجمع فلا مشاحة حينئذ في قبول القطعي ورد الظني لأن الأول أقوى من الثاني (وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا) النجم 28 .
هذا هو الميزان الصحيح لدفع التعارض والترجيح فاحكم به عند الاختلاف والاشتباه ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
كتابة القرآن
بعد ما قصصنا عليك من تلك الفذلكة التاريخية في الخطوط والكتابة العربية نلفت نظرك إلى أن كتابة القرآن وفيناها بحثها في مبحث جمع القرآن (من ص 163 إلى ص 179 )وذكرنا هناك كيف كتب القرآن، وفيم كتب على عهد النبي-صلي الله عليه وسلم- ثم على عهد سيدنا أبي بكر وسيدنا عثمان رضي الله عنهما .
ومنه تعلم أن عناية الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه بكتابة القرآن كانت عناية فائقة، يدلك على هذه العناية أن النبي- صلي الله عليه وسلم- كان له كُتَّابٌ يكتبون الوحي منهم الأربعة الخلفاء ومعاوية وأبان بن سعيد وخالد بن الوليد وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وثابت بن قيس وأرقم بن أبي وحنظلة بن الربيع وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، فكان إذا أنزل عليه شيء يدعو أحد كتابه هؤلاء ويأمره بكتابة ما نزل عليه ولو كان كلمة، كما روي أنه لما نزل عليه قوله تعالى"(لا يستوى القعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجهدون في سبيل الله بأمولهم وأنفسهم) النساء 95، قال ابن أم مكتوم وعبد الله بن جحش: يا رسول الله إنا أعميان فهل لنا رخصة فأنزل الله(غير أولى الضرر) قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-ائتوني بالكتف والدواة وأمر زيدا أن يكتبها فكتبها، فقال زيد: كأني أنظر إلي موضعها عند صدع الكتف. ورواية البخاري اقتصرت هنا على عبد الله بن أم مكتوم وليس فيها ابن جحش.
ولعلك لم تنس حديث ابن عباس" كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب فقال ضعوا هذه في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا "، وقوله" من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه"، وقول أبي بكر لزيد بن ثابت: إنك رجل شاب لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله-صلي الله عليه وسلم-.
أضف إلى ذلك أن الصحابة كانوا يكتبون القرآن فيما يتيسر لهم حتى في العظام والرقاع وجريد النخل ورقيق الحجارة ونحو ذلك مما يدل على عظيم بلائهم في هذا الأمر الجلل رضي الله عنهم أجمعين.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
ب - رسم المصحف
رسم المصحف يراد به: الوضع الذي ارتضاه سيدنا عثمان-رضي الله عنه- في كتابة كلمات القرآن وحروفه. والأصل في المكتوب أن يكون موافقا تمام الموافقة للمنطوق من غير زيادة ولا نقص ولا تبديل ولا تغيير.
لكن المصاحف العثمانية قد خالفت هذا الأصل فوجدت بها حروف كثيرة جاء رسمها مخالفا لأداء النطق وذلك لأغراض شريفة ظهرت وتظهر لك فيما بعد.
وقد عُني العلماء بالكلام على رسم القرآن وحصر تلك الكلمات التي جاء خطها على غير مقياس لفظها.
وقد أفرده بعضهم بالتأليف منهم الإمام أبو عمرو الداني إذ ألف فيه كتابه المسمى المقنع.
ومنهم العلامة أبو عباس المراكشي إذ ألف كتابا أسماه عنوان الدليل في رسوم خط التنزيل.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي إذ نظم أرجوزة سماها اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم، ثم جاء العلامة المرحوم الشيخ محمد خلف الحسيني شيخ المقارىء بالديار المصرية فشرح تلك المنظومة وذيل الشرح بكتاب سماه مرشد الحيران إلى معرفة ما يجب اتباعه في رسم القرآن.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
قواعد رسم المصحف
وللمصحف العثماني قواعد في خطه ورسمه حصرها علماء الفن في ست قواعد وهي الحذف والزيادة والهمز والبدل والفصل والوصل وما فيه قراءتان فقرىء على إحداهما.
وهاك شيئا عنها بالإجمال ليكون الفرق بينها وبين مصطلح الخطوط في عصرنا على بال منك.
1-قاعدة الحذف
خلاصتها:
*أن الألف تحذف من ياء النداء نحو" ياأيها الناس" وكتبت هكذا(يأيها)،
ومن ها التنبيه نحو"هاأنتم" وكتبت هكذا (هأنتم)،
ومن كلمة " نا " إذا وليها ضمير نحو" أنجيناكم" وكتبت هكذا (أنجينكم)، ومن لفظ الجلالة " الله" ومن كلمة ( إله ) ومن لفظي( الرحمن) و(سبحن) وبعد لام نحو كلمة( خلائف) وكتبت هكذا ( خلئف )،
وبين اللامين في نحو( الكلالة) وكتبت هكذا ( الكللة )،
ومن كل مثنى نحو (رجلان) وكتبت هكذا (رجلن )،
ومن كل جمع تصحيح لمذكر أو لمؤنث نحو( سماعون) وكتبت هكذا ( سمعون) و (المؤمنات) وكتبت هكذا ( المؤمنت)،
ومن كل جمع على وزن مفاعل وشبهه نحو( مساجد) وكتبت هكذا (مسجد ) و(النصارى) وكتبت هكذا ( النصري) ،
ومن كل عدد نحو (ثلاث ) وكتبت هكذا (ثلث)،
ومن البسملة (باسم الله ) وكتبت هكذا ( بسم الله)،
ومن فعل الأمر(اسأل) وكتبت هكذا (سئل )
وغير ذلك إلا ما استثني من هذا كله.
*وتحذف الياء من كل منقوص منون رفعا وجرا نحو (غير باغ ولا عاد)
ومن هذه الكلمات (أطيعونِ) (اتقونِ) (خافون) (فارهبون) (فأرسلون) و(اعبدون) إلا ما استثني.
*وتحذف الواو إذا وقعت مع واو أخرى في نحو (لا يستوون) (فأووا إلى الكهف) وكتبت بواو واحدة.
*وتحذف اللام إذا كانت مدغمة في مثلها نحو (الليل) وكتبت هكذا ( الَّيل ) و(الذي) إلا ما استثني.
*وهناك حذف لا يدخل تحت قاعدة كحذف الألف من كلمة (مالك) وكحذف الياء من (إبراهيم) وكحذف الواو من هذه الأفعال الأربعة (ويدعو الإنسان) (يمحو الله الباطل) (يوم يدعو الداع) (سندعو الزبانية).
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
2-قاعدة الزيادة
خلاصتها: *أن الألف تزاد بعد الواو في آخر كل اسم مجموع أو في حكم المجموع نحو (ملاقوا ربهم) (بنوا إسرائيل) (أولوا الألباب)،
وبعد الهمزة المرسومة واوا نحو (تالله تفتأ) فإنها ترسم هكذا (تالله تفتؤا).
وفي كلمات (مائة ومائتين والظنون والرسول والسبيل) في قوله تعالى (وتظنون بالله الظنونا) الأحزاب 10
(وأطعنا الرسولا) الأحزاب 67
( فأضلونا السبيلا) الأحزاب 67
*وتزاد الياء في هذه الكلمات( نبأ – آناء- من لقاء -بأيكم المفتون- بأيد) فإنها كتبت هكذا ( من نبإي – ومن ءانائ - لقاءي – بأييكم المفتون - والسماء بنينها بأييد)
*وتزاد الواو في نحو (أولوا - أولئك – أولاء- أولات)
3-قاعدة الهمز
خلاصتها: *أن الهمزة إذا كانت ساكنة تكتب بحرف حركة ما قبلها نحو( ائذن –اؤتمن- البأساء) إلا ما استثني.
*أما الهمزة المتحركة: فإن كانت أول الكلمة واتصل بها حرف زائد كتبت بالألف مطلقا سواء أكانت مفتوحة أم مكسورة نحو( أيوب- أولوا- إذا –سأصرف- سأنزل- فبأيِّ) إلا ما استثني.
*وإن كانت الهمزة وسطا: فإنها تكتب بحرف من جنس حركتها نحو( سأل- سئل- تقرؤه) إلا ما استثني.
*وإن كانت متطرفة: كتبت بحرف من جنس حركة ما قبلها نحو( سبأ –شاطىء- لؤلؤ) إلا ما استثني، وإن سكن ما قبلها حذفت نحو (ملء الأرض- يخرج الخبء) إلا ما استثني.
*والمستثنيات كثيرة في الكل.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
4-قاعدة البدل
خلاصتها: *أن الألف تكتب واوا للتفخيم في مثل(الصلاة – الزكاة- الحياة) فإنها كتبت هكذا (الصلوة – الزكوة – الحيوة) إلا ما استثني،
وترسم ياء إذا كانت منقلبة عن ياء نحو( يتوفَي - يحسرَتَي - يأسَفَي )
*وكذلك ترسم الألف ياء في هذه الكلمات ( إلى- على- أنَّى بمعنى كيف- متى- بلى- حتى – لدَى) ما عدا (لدا الباب) في سورة يوسف فإنها ترسم ألفا.
*وترسم النون ألفا في نون التوكيد الخفيفة وفي كلمة (إذن).
*وترسم هاء التأنيث تاء مفتوحة في كلمة (رحمت) بالبقرة والأعراف وهود ومريم والروم والزخرف، وفي كلمة (نعمت) بالبقرة وآل عمران والمائدة وإبراهيم والنحل ولقمان وفاطر والطور، وفي كلمة (لعنت الله)، وفي كلمة (معصيت) بسورة قد سمع، وفي هذه الكلمات( إن شجرت الزقوم- قرت عين- جنت نعيم- بقيت الله) وفي كلمة (امرأة) إذا أضيفت إلى زوجها نحو (امرأت عمران -امرأت نوح )وفي غير ذلك.
5-قاعدة الوصل والفصل
خلاصتها: *أن كلمة( أنْ )بفتح الهمزة توصل بكلمة (لا) إذا وقعت بعدها هكذا (ألا)، ويستثنى من ذلك عشرة مواضع: منها (أن لا تقولوا ) (أن لا تعبدوا إلا الله).
*وكلمة (مِن) توصل بكلمة ( ما) إذا وقعت بعدها هكذا (مما)،
ويستثنى (من ما ملكت أيمانكم) في النساء والروم (ومن ما رزقناكم) في سورة المنافقين.
*وكلمة( مِن) توصل بكلمة (مَن) مطلقا هكذا (ممن).
*وكلمة (عن) توصل بكلمة (ما) هكذا (عمَّا)، إلا قوله سبحانه (عن ما نهوا عنه).
*وكلمة( إنْ) بالكسر توصل بكلمة (ما) التي بعدها هكذا (إمَّا)، إلا قوله سبحانه (وإن ما نرينك).
*وكلمة (أنْ) بالفتح توصل بكلمة (ما) مطلقا من غير استثناء(أمَّا).
*وكلمة (كل) توصل بكلمة (ما) التي بعدها هكذا (كلما)، إلا قوله سبحانه (كل ما ردوا إلى الفتنة) النساء 91 (من كل ما سألتموه) إبراهيم .34
*وتوصل كلمات (نعما- وربما –وكأنما- ويكأن) ونحوها.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
6- قاعدة ما فيه قراءتان
*أن الكلمة إذا قرئت على وجهين تكتب برسم أحدهما كما رسمت الكلمات الآتية بلا ألف في المصحف وهي ( ملك يوم الدين- يخدعون الله-ووعدنا موسى- تفدوهم) ونحوها وكلها مقروءة بإثبات الألف وحذفها.وكذلك رسمت الكلمات الآتية بالتاء المفتوحة وهي (غيبت الجب- أنزل عليه ءايت) في العنكبوت (ثمرت من أكمامها) في فصلت (وهم في الغرفت ءامنون) في سبأ. وذلك لأنها جمعاء مقروءة بالجمع والإفراد، وغير هذا كثير وحسبنا ما ذكرناه للتمثيل والتنوير.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد النور و اله
بارك الله فيك سيدي و جعله في ميزان حسناتك
و اليوم الحمد لله ايقنت ان كلمة الرحمن تكتب هكذا فجزاك الله خيرااا
و بارك الله لك في ذويك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد النور و اله
بارك الله فيك سيدي و جعله في ميزان حسناتك
و اليوم الحمد لله ايقنت ان كلمة الرحمن تكتب هكذا فجزاك الله خيرااا
و بارك الله لك في ذويك
رضوانية حسنية- عضو فعال
- عدد الرسائل : 173
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
مزايا الرسم العثماني
لهذا الرسم مزايا وفوائد:
*الفائدة الأولى: الدلالة في القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة بقدر الإمكان، وذلك أن قاعدة الرسم لوحظ فيها أن الكلمة إذا كان فيها قراءتان أو أكثر كتبت بصورة تحتمل هاتين القراءتين أو الأكثر، فإن كان الحرف الواحد لا يحتمل ذلك بأن كانت صورة الحرف تختلف باختلاف القراءات جاء الرسم على الحرف الذي هو خلاف الأصل وذلك ليعلم جواز القراءة به وبالحرف الذي هو الأصل، وإذا لم يكن في الكلمة إلا قراءة واحدة بحرف الأصل رسمت به، مثال الكلمة تكتب بصورة واحدة وتقرأ بوجوه متعددة قوله تعالى( إن هذن لسحرن ) طه 63 رسمت في المصحف العثماني هكذا (إن هدن لسحرن) من غير نقط ولا شكل ولا تشديد ولا تخفيف في نوني إن وهذان ومن غير ألف ولا ياء بعد الذال من هذان.
ومجيء الرسم كما ترى كان صالحا عندهم لأن يقرأ بالوجوه الأربعة التي وردت كلها بأسانيد صحيحة،
أولها قراءة نافع ومن معه: إذ يشددون نون (إن) ويخففون (هذان) بالألف.
ثانيها قراءة ابن كثير وحده: إذ يخفف النون في (إن) ويشدد النون في (هذان).
ثالثها قراءة حفص: إذ يخفف النون في( إن) وهذان بالألف.
رابعها قراءة أبي عمرو: بتشديد (إن) وبالياء وتخفيف النون في (هذين).
*فتدبر هذه الطريقة المثلى الضابطة لوجوه القراءة لتعلم أن سلفنا الصالح كان في قواعد رسمه للمصحف أبعد منا نظرا وأهدى سبيلا.
الفائدة الثانية: إفادة المعاني المختلفة بطريقة تكاد تكون ظاهرة وذلك نحو قطع كلمة (أم) في قوله تعالى (أم من يكون عليهم وكيلا) النساء 109، ووصلها في قوله تعالى (أمَّن يمشى سويا على صرط مستقيم) الملك 22، إذ كتبت هكذا (أمن) بإدغام الميم الأولى في الثانية وكتابتهما ميما واحدة مشددة فقط، و(أم) الأولى منقطعة في الكتابة للدلالة على أنها (أم) المنقطعة التي بمعنى بل ووصل أم الثانية للدلالة على أنها ليست كتلك.
الفائدة الثالثة: الدلالة على معنى خفي دقيق كزيادة الياء في كتابة كلمة (أيد) من قوله تعالى (والسماء بنينها بأييد) الذاريات 47، إذ كتبت هكذا (بأييد) وذلك للإيماء إلى تعظيم قوة الله التي بنى بها السماء وأنها لا تشبهها قوة على حد القاعدة المشهورة وهي" زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى"
*ومن هذا القبيل كتابة هذه الأفعال الأربعة بحذف الواو وهي (ويدعو الإنسان- ويمحو الله الباطل- يوم يدعو الداع- سندعوا الزبانية) فإنها كتبت في المصحف العثماني هكذا (ويدع الإنسان- ويمح الله الباطل- يوم يدع الداع- سندع الزبانية) ولكن من غير نقط ولا شكل في الجميع،
قالوا والسر في حذفها مِن (ويدع الإنسان) هو الدلالة على أن هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير،
والسر في حذفها من (ويمح الله الباطل) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله،
والسر في حذفها من (يوم يدع الداع) الإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة إجابة الداعين،
والسر في حذفها من (سندع الزبانية) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش.
ويجمع هذه الأسرار قول المراكشي: والسر في حذفها من هذه الأربعة سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود اهـ.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
الفائدة الرابعة: الدلالة على أصل الحركة مثل كتابة الكسرة ياء في قوله سبحانه (وإيتآىء ذى القربى) النحل 90، إذ تكتب هكذا (وإيتاءى ذي القربى)، ومثل كتابة الضمة واوا في قوله سبحانه (سأريكم دار الفاسقين) إذ كتبت هكذا (سأوريكم) ومثل ذلك الدلالة على أصل الحرف نحو (الصلاة- والزكاة) إذ كتبا هكذا (الصلوة- الزكوة) ليفهم أن الألف فيهما منقلبة عن واو من غير نقط ولا شكل كما سبق.
الفائدة الخامسة: إفادة بعض اللغات الفصيحة، مثل كتابة هاء التأنيث تاء مفتوحة دلالة على لغة طيىء، وقد تقدمت الأمثلة لهذا النوع( رحمت)، ومثل قوله سبحانه (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه) هود ،105 كتبت بحذف الياء هكذا (يأت) للدلالة على لغة هذيل.
الفائدة السادسة: حمل الناس على أن يتلقوا القرآن من صدور ثقات الرجال ولا يتكلوا على هذا الرسم العثماني الذي جاء غير مطابق للنطق الصحيح في الجملة.
*وينضوي تحت هذه الفائدة مزيتان:
*إحداهما: التوثق من ألفاظ القرآن وطريقة أدائه وحسن ترتيله وتجويده، فإن ذلك لا يمكن أن يعرف على وجه اليقين من المصحف مهما تكن قاعدة رسمه واصطلاح كتابته.
فقد تخطىء المطبعة في الطبع، وقد يخفى على القارىء بعض أحكام تجويده كالقلقلة والإظهار والإخفاء والإدغام والروم والإشمام ونحوها فضلا عن خفاء تطبيقها، ولهذا قرر العلماء أنه لا يجوز التعويل على المصاحف وحدها، بل لا بد من التثبت في الأداء والقراءة بالأخذ عن حافظ ثقة.
وإن كنت في شك فقل لي بربك هل يستطيع المصحف وحده بأي رسم يكون أن يدل قارئا أيا كان على النطق الصحيح بفواتح السور الكريمة مثل (كهيعص- حم- عسق- طسم) ومن هذا الباب الروم والإشمام في قوله سبحانه (ما لك لا تأمنا على يوسف) يوسف 11، من كلمة (لا تأمنا).
*المزية الثانية: اتصال السند برسول الله -صلي الله عليه وسلم- وتلك خاصة من خواص هذه الأمة الإسلامية امتازت بها على سائر الأمم.
قال ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي-صلي الله عليه وسلم- مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل.
وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من كتب اليهود ولكن لا يقربون فيه من سيدنا موسى قربنا من سيدنا محمد عليه وعلي جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين سيدنا موسى أكثر من ثلاثين عصرا، إنما يبلغون إلى شمعون ونحوه.
ثم قال: وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق،
وأما النقل المشتمل على طريق فيه كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى.
وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا صاحب نبي أو تابعي ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص ا هـ
الفائدة الخامسة: إفادة بعض اللغات الفصيحة، مثل كتابة هاء التأنيث تاء مفتوحة دلالة على لغة طيىء، وقد تقدمت الأمثلة لهذا النوع( رحمت)، ومثل قوله سبحانه (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه) هود ،105 كتبت بحذف الياء هكذا (يأت) للدلالة على لغة هذيل.
الفائدة السادسة: حمل الناس على أن يتلقوا القرآن من صدور ثقات الرجال ولا يتكلوا على هذا الرسم العثماني الذي جاء غير مطابق للنطق الصحيح في الجملة.
*وينضوي تحت هذه الفائدة مزيتان:
*إحداهما: التوثق من ألفاظ القرآن وطريقة أدائه وحسن ترتيله وتجويده، فإن ذلك لا يمكن أن يعرف على وجه اليقين من المصحف مهما تكن قاعدة رسمه واصطلاح كتابته.
فقد تخطىء المطبعة في الطبع، وقد يخفى على القارىء بعض أحكام تجويده كالقلقلة والإظهار والإخفاء والإدغام والروم والإشمام ونحوها فضلا عن خفاء تطبيقها، ولهذا قرر العلماء أنه لا يجوز التعويل على المصاحف وحدها، بل لا بد من التثبت في الأداء والقراءة بالأخذ عن حافظ ثقة.
وإن كنت في شك فقل لي بربك هل يستطيع المصحف وحده بأي رسم يكون أن يدل قارئا أيا كان على النطق الصحيح بفواتح السور الكريمة مثل (كهيعص- حم- عسق- طسم) ومن هذا الباب الروم والإشمام في قوله سبحانه (ما لك لا تأمنا على يوسف) يوسف 11، من كلمة (لا تأمنا).
*المزية الثانية: اتصال السند برسول الله -صلي الله عليه وسلم- وتلك خاصة من خواص هذه الأمة الإسلامية امتازت بها على سائر الأمم.
قال ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي-صلي الله عليه وسلم- مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل.
وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من كتب اليهود ولكن لا يقربون فيه من سيدنا موسى قربنا من سيدنا محمد عليه وعلي جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين سيدنا موسى أكثر من ثلاثين عصرا، إنما يبلغون إلى شمعون ونحوه.
ثم قال: وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق،
وأما النقل المشتمل على طريق فيه كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى.
وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا صاحب نبي أو تابعي ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص ا هـ
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
هل رسم المصحف توقيفي
للعلماء في رسم المصحف آراء ثلاثة :
* الرأي الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته. وذلك مذهب الجمهور.
*واستدلوا بأن النبي-صلي الله عليه وسلم- كان له كتاب يكتبون الوحي وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم وأقرهم الرسول-صلي الله عليه وسلم- على كتابتهم ومضى عهده والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل
بل ورد أنه كان يضع الدستور لكتاب الوحي في رسم القرآن وكتابته، ومن ذلك قوله لمعاوية وهو من كتبة الوحي (ألق الدواة وحرف القلم وأنصب الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك).
ثم جاء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف، ثم حذا حذوه سيدنا عثمان رضي الله عنه في خلافته فاستنسخ تلك الصحف في مصاحف على تلك الكتبة وأقر أصحاب النبي-صلي الله عليه وسلم- عمل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، وانتهى الأمر بعد ذلك إلى التابعين وتابعي التابعين فلم يخالف أحد منهم في هذا الرسم ولم ينقل أن أحدا منهم فكر أن يستبدل به رسما آخر من الرسوم التي حدثت في عهد ازدهار التأليف ونشاط التدوين وتقدم العلوم، بل بقي الرسم العثماني محترما متبعا في كتابة المصاحف لا يمس استقلاله ولا يباح حماه.
وملخص هذا الدليل: أن رسم المصاحف العثمانية ظفر بأمور كل واحد منها يجعله جديرا بالتقدير ووجوب الاتباع، تلك الأمور هي إقرار الرسول-صلي الله عليه وسلم- عليه وأمره بدستوره، وإجماع الصحابة وكانوا أكثر من اثني عشر ألف صحابي عليه، ثم إجماع الأمة عليه بعد ذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين.
وأنت خبير بأن اتباع الرسول-صلي الله عليه وسلم- واجب فيما أمر به أو أقر عليه لقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران 31، والاهتداء بهدي الصحابة واجب خصوصا الخلفاء الراشدين لحديث العرباض بن سارية وفيه يقول " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ "، ولا ريب أن إجماع الأمة في أي عصر واجب الاتباع خصوصا العصر الأول، قال تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء 115 .
وممن حكى إجماع الأمة على ما كتب سيدنا عثمان رضي الله عنه صاحبُ المقنع، إذ يروي بإسناده إلى مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان رضي الله عنه المصاحف فأعجبهم ذلك ولم يعبه أحد، وكذلك يروي شارح العقيلة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين مصحفا وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف الذي أرسل إليهم، ولم يعرف أن أحدا خالف في رسم هذه المصاحف العثمانية.
وانعقاد الإجماع على تلك المصطلحات في رسم المصحف دليل على أنه لا يجوز العدول عنها إلى غيرها.
ويرحم الله الإمام الخراز إذ يقول:
وبعده جرده الإمام ... في مصحف ليقتدي الأنام
ولا يكون بعده اضطراب ... وكان فيما قد رأى صواب
وقصة اختلافهم شهيره ... كقصة اليمامة العسيره
فينبغي لأجل ذا أن نقتفي ... مرسوم ما أصله في المصحف
ونقتدي بفعله وما رأى ... في جعله لمن يخط ملجأ
أقوال العلماء في التزام الرسم العثماني:
*روى السخاوي بسنده أن مالكا رحمه الله سئل: أرأيت من استكتب مصحفا أترى أن يكتب على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك ولكن يكتب على الكتبة الأولى.
*قال السخاوي: والذي ذهب إليه مالك هو الحق إذ فيه بقاء الحالة الأولى إلى أن تعلمها الطبقة الأخرى، ولا شك أن هذا هو الأحرى بعد الأحرى، إذ في خلاف ذلك تجهيل الناس بأولية ما في الطبقة الأولى.
*وقال أبو عمرو الداني: لا مخالف لمالك من علماء الأمة في ذلك.
*وقال أبو عمرو الداني أيضا: سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواو والألف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك؟ قال: لا .
قال أبو عمرو: يعني الألف والواو المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو (أولوا).
*وقال الإمام أحمد بن حنبل: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك.
*وجاء في حواشي المنهج في فقه الشافعية ما نصه: كلمة (الربا) تكتب بالواو والألف كما جاء في الرسم العثماني ولا تكتب في القرآن بالياء أو الألف لأن رسمه سنة متبعة.
*وجاء في المحيط البرهاني في فقه الحنفية مانصه: إنه ينبغي ألا يكتب المصحف بغير الرسم العثماني.
*وقال العلامة نظام الدين النيسابوري ما نصه: وقال جماعة من الأئمة إن الواجب على القراء والعلماء وأهل الكتابة أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف فإنه رسم زيد بن ثابت وكان أمين رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وكاتب وحيه.
*وقال البيهقي في شعب الإيمان: من كتب مصحفا ينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم ا هـ.
*-ويمكن مناقشة هذا الرأي الأول بأن الأدلة التي ساقوها لا تدل على تحريم كتابة القرآن بغير هذا الرسم إذ ليس فيها زجر الإثم ووعيده ولا نهي الحرام وتهديده، إنما قصاراها الدلالة على جواز الكتابة بالرسم العثماني ووجاهته ودقته وذلك محل اتفاق وتسليم.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
الرأي الثاني: أن رسم المصاحف اصطلاحي لا توقيفي، وعليه فتجوز مخالفته.
*وممن جنح إلى هذا الرأي ابن خلدون في مقدمته،
*وممن تحمس له القاضي أبو بكر في الانتصار إذ يقول ما نصه: وأما الكتابة فلم يفرض الله على الأمة فيها شيئا إذ لم يأخذ على كتاب القرآن وخطاط المصاحف رسما بعينه دون غيره أوجبه عليهم وترك ما عداه إذ وجوب ذلك لا يدرك إلا بالسمع والتوقيف، وليس في نصوص الكتاب ولا مفهومه أن رسم القرآن وضبطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص وحد محدود لا يجوز تجاوزه، ولا في نص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه، ولا في إجماع الأمة ما يوجب ذلك، ولا دلت عليه القياسات الشرعية، بل السنة دلت على جواز رسمه بأي وجه سهل لأن رسول -الله صلي الله عليه وسلم- كان يأمر برسمه ولم يبين لهم وجها معينا ولا نهى أحدا عن كتابته،
ولذلك اختلفت خطوط المصاحف، فمنهم من كان يكتب الكلمة على مخرج اللفظ، ومنهم من كان يزيد وينقص لعلمه بأن ذلك اصطلاح وأن الناس لا يخفى عليهم الحال، ولأجل هذا بعينه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط الأول، وأن يجعل اللام على صورة الكاف، وأن تعوج الألفات، وأن يكتب على غير هذه الوجوه، وجاز أن يكتب المصحف بالخط والهجاء القديمين، وجاز أن يكتب بالخطوط والهجاء المحدثة، وجاز أن يكتب بين ذلك، وإذا كانت خطوط المصاحف وكثير من حروفها مختلفة متغايرة الصورة وكان الناس قد أجازوا ذلك وأجازوا أن يكتب كل واحد منهم بما هو عادته وما هو أسهل وأشهر وأولى من غير تأثيم ولا تناكر علم أنه لم يؤخذ في ذلك على الناس حد محدود مخصوص كما أخذ عليهم في القراءة والأذان.
والسبب في ذلك: أن الخطوط إنما هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز فكل رسم دال على الكلمة مفيد لوجه قراءتها تجب صحته وتصويب الكاتب به على أي صورة كانت.
وبالجملة فكل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه وأنى له ذلك. اهـ بتلخيص.
*وممن جنح إلى هذا الرأي ابن خلدون في مقدمته،
*وممن تحمس له القاضي أبو بكر في الانتصار إذ يقول ما نصه: وأما الكتابة فلم يفرض الله على الأمة فيها شيئا إذ لم يأخذ على كتاب القرآن وخطاط المصاحف رسما بعينه دون غيره أوجبه عليهم وترك ما عداه إذ وجوب ذلك لا يدرك إلا بالسمع والتوقيف، وليس في نصوص الكتاب ولا مفهومه أن رسم القرآن وضبطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص وحد محدود لا يجوز تجاوزه، ولا في نص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه، ولا في إجماع الأمة ما يوجب ذلك، ولا دلت عليه القياسات الشرعية، بل السنة دلت على جواز رسمه بأي وجه سهل لأن رسول -الله صلي الله عليه وسلم- كان يأمر برسمه ولم يبين لهم وجها معينا ولا نهى أحدا عن كتابته،
ولذلك اختلفت خطوط المصاحف، فمنهم من كان يكتب الكلمة على مخرج اللفظ، ومنهم من كان يزيد وينقص لعلمه بأن ذلك اصطلاح وأن الناس لا يخفى عليهم الحال، ولأجل هذا بعينه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط الأول، وأن يجعل اللام على صورة الكاف، وأن تعوج الألفات، وأن يكتب على غير هذه الوجوه، وجاز أن يكتب المصحف بالخط والهجاء القديمين، وجاز أن يكتب بالخطوط والهجاء المحدثة، وجاز أن يكتب بين ذلك، وإذا كانت خطوط المصاحف وكثير من حروفها مختلفة متغايرة الصورة وكان الناس قد أجازوا ذلك وأجازوا أن يكتب كل واحد منهم بما هو عادته وما هو أسهل وأشهر وأولى من غير تأثيم ولا تناكر علم أنه لم يؤخذ في ذلك على الناس حد محدود مخصوص كما أخذ عليهم في القراءة والأذان.
والسبب في ذلك: أن الخطوط إنما هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز فكل رسم دال على الكلمة مفيد لوجه قراءتها تجب صحته وتصويب الكاتب به على أي صورة كانت.
وبالجملة فكل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه وأنى له ذلك. اهـ بتلخيص.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
ونوقش هذا المذهب:
أولا: بالأدلة التي ساقها جمهور العلماء لتأييد مذهبهم، وها هي بين يديك عن كثب بعضها من السنة وبعضها من إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم.
ثانيا: أن ما ادعاه من أنه ليس في نصوص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه مردود بما سبق من إقرار الرسول-صلي الله عليه وسلم- كتاب الوحي على هذا الرسم ومنهم زيد بن ثابت الذي كتب المصحف لأبي بكر وكتب المصاحف لعثمان، والحديث الآنف وفيه يقول الرسول-صلي الله عليه وسلم- لمعاوية ألق الدواة وحرف القلم... الخ، فإنه حجة على أنه كان واضع دستور الرسم لهم.
ثالثا: أن قول القاضي أبي بكر ولذلك اختلفت خطوط المصاحف...... الخ لا يسلم له بعد قيام الإجماع وانعقاده ومعرفة الناس بالرسم التوقيفي وهو رسم عثمان على ما قرروه هناك.
*ونزيدك هنا ما ذكره العلامة ابن المبارك نقلا عن العارف بالله شيخه عبد العزيز الدباغ إذ يقول في كتابه الإبريز ما نصه: رسم القرآن سر من أسرار الله المشاهدة وكمال الرفعة، قال ابن المبارك: فقلت له: هل رسم الواو بدل الألف في نحو( الصلاة –والزكاة- والحياة- ومشكاة )، وزيادة الواو في (سأوريكم- وأولئك- وأولاء- وأولات)، وكالياء في نحو(هديهم -وملائه –وبأبيكم- وبأييد ) هذا كله صادر من النبي-صلي الله عليه وسلم- أو من الصحابة؟
*فقال: هو صادر من النبي-صلي الله عليه وسلم- وهو الذي أمر الكتاب من الصحابة أن يكتبوه على هذه الهيئة فما نقصوا ولا زادوا على ما سمعوه من النبي-صلي الله عليه وسلم.
أولا: بالأدلة التي ساقها جمهور العلماء لتأييد مذهبهم، وها هي بين يديك عن كثب بعضها من السنة وبعضها من إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم.
ثانيا: أن ما ادعاه من أنه ليس في نصوص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه مردود بما سبق من إقرار الرسول-صلي الله عليه وسلم- كتاب الوحي على هذا الرسم ومنهم زيد بن ثابت الذي كتب المصحف لأبي بكر وكتب المصاحف لعثمان، والحديث الآنف وفيه يقول الرسول-صلي الله عليه وسلم- لمعاوية ألق الدواة وحرف القلم... الخ، فإنه حجة على أنه كان واضع دستور الرسم لهم.
ثالثا: أن قول القاضي أبي بكر ولذلك اختلفت خطوط المصاحف...... الخ لا يسلم له بعد قيام الإجماع وانعقاده ومعرفة الناس بالرسم التوقيفي وهو رسم عثمان على ما قرروه هناك.
*ونزيدك هنا ما ذكره العلامة ابن المبارك نقلا عن العارف بالله شيخه عبد العزيز الدباغ إذ يقول في كتابه الإبريز ما نصه: رسم القرآن سر من أسرار الله المشاهدة وكمال الرفعة، قال ابن المبارك: فقلت له: هل رسم الواو بدل الألف في نحو( الصلاة –والزكاة- والحياة- ومشكاة )، وزيادة الواو في (سأوريكم- وأولئك- وأولاء- وأولات)، وكالياء في نحو(هديهم -وملائه –وبأبيكم- وبأييد ) هذا كله صادر من النبي-صلي الله عليه وسلم- أو من الصحابة؟
*فقال: هو صادر من النبي-صلي الله عليه وسلم- وهو الذي أمر الكتاب من الصحابة أن يكتبوه على هذه الهيئة فما نقصوا ولا زادوا على ما سمعوه من النبي-صلي الله عليه وسلم.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
*فقلت له: إن جماعة من العلماء ترخصوا في أمر الرسم وقالوا إنما هو اصطلاح من الصحابة مشوا فيه على ما كانت قريش تكتب عليه في الجاهلية، وإنما صدر ذلك من الصحابة لأن قريشا تعلموا الكتابة من أهل الحيرة، وأهل الحيرة ينطقون بالواو في الربا فكتبوا على وفق منطقهم، وأما قريش فإنهم ينطقون فيه بالألف وكتابتهم له بالواو على منطق غيرهم وتقليد لهم حتى قال القاضي أبو بكر الباقلاني كل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه فإنه ليس في الكتاب ولا في السنة ولا في الإجماع ما يدل على ذلك؟
*فقال: ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي-صلي الله عليه وسلم- وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول وهو سر من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية،
*وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه أيضا معجز،
وكيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في (مائة) دون (فئة)، وإلى سر زيادة الياء في (بأييد) و(بأبيكم)،
أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سعوا) بالحج ونقصانها من (سعو) بسبأ،
وإلى سر زيادتها في (عتوا) حيث كان ونقصانها من (عتو) في الفرقان، وإلى سر زيادتها في (ءامنوا) وإسقاطها من (باؤ- جاؤ- تبوؤ- فاؤ) بالبقرة،
وإلى سر زيادتها في (يعفوا الذي) ونقصانها من( يعفو عنهم) في النساء،
أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض كحذف الألف من (قرءانا) بيوسف والزخرف وإثباتها في سائر المواضع،
وإثبات الألف بعد واو (سموات) في فصلت وحذفها من غيرها،
وإثبات الألف في( الميعاد) مطلقا وحذفها من الموضع الذي في الأنفال، وإثبات الألف في (سراجا) حيثما وقع وحذفه من موضع الفرقان،
وكيف تتوصل إلى فتح بعض التاءات وربطها في بعض،
فكل ذلك لأسرار إلهية وأغراض نبوية، وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني فهي بمنزلة الألفاظ والحروف المتقطعة التي في أوائل السور فإن لها أسرارا عظيمة ومعاني كثيرة، وأكثر الناس لا يهتدون إلى أسرارها ولا يدركون شيئا من المعاني الإلهية التي أشير إليها، فكذلك أمر الرسم الذي في القرآن حرفا بحرف.
*فقال: ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي-صلي الله عليه وسلم- وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول وهو سر من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية،
*وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه أيضا معجز،
وكيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في (مائة) دون (فئة)، وإلى سر زيادة الياء في (بأييد) و(بأبيكم)،
أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سعوا) بالحج ونقصانها من (سعو) بسبأ،
وإلى سر زيادتها في (عتوا) حيث كان ونقصانها من (عتو) في الفرقان، وإلى سر زيادتها في (ءامنوا) وإسقاطها من (باؤ- جاؤ- تبوؤ- فاؤ) بالبقرة،
وإلى سر زيادتها في (يعفوا الذي) ونقصانها من( يعفو عنهم) في النساء،
أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض كحذف الألف من (قرءانا) بيوسف والزخرف وإثباتها في سائر المواضع،
وإثبات الألف بعد واو (سموات) في فصلت وحذفها من غيرها،
وإثبات الألف في( الميعاد) مطلقا وحذفها من الموضع الذي في الأنفال، وإثبات الألف في (سراجا) حيثما وقع وحذفه من موضع الفرقان،
وكيف تتوصل إلى فتح بعض التاءات وربطها في بعض،
فكل ذلك لأسرار إلهية وأغراض نبوية، وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني فهي بمنزلة الألفاظ والحروف المتقطعة التي في أوائل السور فإن لها أسرارا عظيمة ومعاني كثيرة، وأكثر الناس لا يهتدون إلى أسرارها ولا يدركون شيئا من المعاني الإلهية التي أشير إليها، فكذلك أمر الرسم الذي في القرآن حرفا بحرف.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
وأما قول من قال: إن الصحابة اصطلحوا على أمر الرسم المذكور، فلا يخفى ما في كلامه من البطلان لأن القرآن كتب في زمان النبي-صلي الله عليه وسلم- وبين يديه، وحينئذ فلا يخلو ما اصطلح عليه الصحابة إما أن يكون هو عين الهيئة أو غيرها، فإن كان عينها بطل الاصطلاح لأن أسبقية النبي-صلي الله عليه وسلم- تنافي ذلك وتوجب الاتباع،
وإن كان غير ذلك فكيف يكون النبي-صلي الله عليه وسلم- كتب على هيئة كهيئة الرسم القياسي مثلا والصحابة خالفوا وكتبوا على هيئة أخرى؟
فلا يصح ذلك لوجهين:
أحدهما: نسبة الصحابة إلى المخالفة وذلك محال،
ثانيهما: أن سائر الأمة من الصحابة وغيرهم أجمعوا على أنه لا يجوز زيادة حرف في القرآن ولا نقصان حرف منه، وما بين الدفتين كلام الله عز وجل، فإذا كان النبي-صلي الله عليه وسلم- أثبت ألف الرحمن والعالمين مثلا ولم يزد الألف في( مائة) ولا في (ولأوضعوا )ولا الياء في( بأييد) ونحو ذلك والصحابة عاكسوه في ذلك وخالفوه لزم أنهم وحاشاهم من ذلك تصرفوا في القرآن بالزيادة والنقصان ووقعوا فيما أجمعوا هم وغيرهم على ما لا يحل لأحد فعله ولزم تطرق الشك إلى جميع ما بين الدفتين لأنا مهما جوزنا أن تكون فيه حروف ناقصة أو زائدة على ما في علم النبي-صلي الله عليه وسلم- وعلى ما عنده وأنها ليست بوحي ولا من عند الله ولا نعلمها بعينها شككنا في الجميع، ولئن جوزنا لصحابي أن يزيد في كتابته حرفا ليس بوحي لزمنا أن نجوز لصاحبي آخر نقصان حرف من الوحي إذ لا فرق بينهما وحينئذ تنحل عروة الإسلام بالكلية.
*ثم قال ابن المبارك بعد كلام، فقلت له: فإن كان الرسم توقيفيا بوحي إلى النبي-صلي الله عليه وسلم- وأنه كألفاظ القرآن فلم لم ينقل تواترا حتى ترتفع عنه الريبة وتطمئن به القلوب كألفاظ القرآن فإنه ما من حرف إلا وقد نقل تواترا لم يقع فيه اختلاف ولا اضطراب، وأما الرسم فإنه إنما نقل بالآحاد كما يعلم من الكتب الموضوعة فيه، وما نقل بالآحاد وقع الاضطراب بين النقلة في كثير منه، وكيف تضيع الأمة شيئا من الوحي؟
*فقال: ما ضيعت الأمة شيئا من الوحي، والقرآن بحمد الله محفوظ ألفاظا ورسما، فأهل العرفان والشهود والعيان حفظوا ألفاظه ورسمه ولم يضيعوا منها شعرة واحدة وأدركوا ذلك بالشهود والعيان الذي هو فوق التواتر،
وغيرهم حفظوا ألفاظه الواصلة إليهم بالتواتر واختلافهم في بعض حروف الرسم لا يقدح ولا يصير الأمة مضيعة كما لا يضر جهل العامة بالقرآن وعدم حفظهم لألفاظه ا هـ.
وإن كان غير ذلك فكيف يكون النبي-صلي الله عليه وسلم- كتب على هيئة كهيئة الرسم القياسي مثلا والصحابة خالفوا وكتبوا على هيئة أخرى؟
فلا يصح ذلك لوجهين:
أحدهما: نسبة الصحابة إلى المخالفة وذلك محال،
ثانيهما: أن سائر الأمة من الصحابة وغيرهم أجمعوا على أنه لا يجوز زيادة حرف في القرآن ولا نقصان حرف منه، وما بين الدفتين كلام الله عز وجل، فإذا كان النبي-صلي الله عليه وسلم- أثبت ألف الرحمن والعالمين مثلا ولم يزد الألف في( مائة) ولا في (ولأوضعوا )ولا الياء في( بأييد) ونحو ذلك والصحابة عاكسوه في ذلك وخالفوه لزم أنهم وحاشاهم من ذلك تصرفوا في القرآن بالزيادة والنقصان ووقعوا فيما أجمعوا هم وغيرهم على ما لا يحل لأحد فعله ولزم تطرق الشك إلى جميع ما بين الدفتين لأنا مهما جوزنا أن تكون فيه حروف ناقصة أو زائدة على ما في علم النبي-صلي الله عليه وسلم- وعلى ما عنده وأنها ليست بوحي ولا من عند الله ولا نعلمها بعينها شككنا في الجميع، ولئن جوزنا لصحابي أن يزيد في كتابته حرفا ليس بوحي لزمنا أن نجوز لصاحبي آخر نقصان حرف من الوحي إذ لا فرق بينهما وحينئذ تنحل عروة الإسلام بالكلية.
*ثم قال ابن المبارك بعد كلام، فقلت له: فإن كان الرسم توقيفيا بوحي إلى النبي-صلي الله عليه وسلم- وأنه كألفاظ القرآن فلم لم ينقل تواترا حتى ترتفع عنه الريبة وتطمئن به القلوب كألفاظ القرآن فإنه ما من حرف إلا وقد نقل تواترا لم يقع فيه اختلاف ولا اضطراب، وأما الرسم فإنه إنما نقل بالآحاد كما يعلم من الكتب الموضوعة فيه، وما نقل بالآحاد وقع الاضطراب بين النقلة في كثير منه، وكيف تضيع الأمة شيئا من الوحي؟
*فقال: ما ضيعت الأمة شيئا من الوحي، والقرآن بحمد الله محفوظ ألفاظا ورسما، فأهل العرفان والشهود والعيان حفظوا ألفاظه ورسمه ولم يضيعوا منها شعرة واحدة وأدركوا ذلك بالشهود والعيان الذي هو فوق التواتر،
وغيرهم حفظوا ألفاظه الواصلة إليهم بالتواتر واختلافهم في بعض حروف الرسم لا يقدح ولا يصير الأمة مضيعة كما لا يضر جهل العامة بالقرآن وعدم حفظهم لألفاظه ا هـ.
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
رد: علم كتابة القرآن بالرسم العثماني وما يتعلق به
الرأي الثالث : يميل صاحب التبيان ومن قبله صاحب البرهان إلى ما يفهم من كلام العز ابن عبد السلام من أنه يجوز بل تجب كتابة المصحف الآن لعامة الناس على الاصطلاحات المعروفة الشائعة عندهم ولا تجوز كتابته لهم بالرسم العثماني الأول لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن يجب في الوقت نفسه المحافظة على الرسم العثماني كأثر من الآثار النفيسة الموروثة عن سلفنا الصالح، فلا يهمل مراعاة لجهل الجاهلين بل يبقى في أيدي العارفين الذي لا تخلو منهم الأرض.
وهاك عبارة التبيان في هذا المقام إذ يقول ما نصه: وأما كتابته أي المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقد جرى عليه أهل المشرق بناء على كونها أبعد من اللبس، وتحاماه أهل المغرب بناء على قول الإمام مالك وقد سئل: هل يكتب المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى.
قال في البرهان: قلت: وهذا كان في الصدر الأول والعلم حي غض، وأما الآن فقد يخشى الالتباس، ولهذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسم الأول باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدي إلى دروس العلم وشيء قد أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين
ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة ا هـ.
أقول: وهذا الرأي يقوم على رعاية الاحتياط للقرآن من ناحيتين ناحية كتابته في كل عصر بالرسم المعروف فيه إبعادا للناس عن اللبس والخلط في القرآن، وناحية إبقاء رسمه الأول المأثور يقرؤه العارفون ومن لا يخشى عليهم الالتباس، ولا شك أن الاحتياط مطلب ديني جليل خصوصا في جانب حماية التنزيل.
انتهي ما أردت نقله من كتاب العلامة الزرقاني المسمي(مناهل العرفان في علوم القرآن)
والحمد لله رب العالمين
وصلي الله وسلم وبارك علي الحبيب المحبوب النبي الأمي الكريم سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
وهاك عبارة التبيان في هذا المقام إذ يقول ما نصه: وأما كتابته أي المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقد جرى عليه أهل المشرق بناء على كونها أبعد من اللبس، وتحاماه أهل المغرب بناء على قول الإمام مالك وقد سئل: هل يكتب المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى.
قال في البرهان: قلت: وهذا كان في الصدر الأول والعلم حي غض، وأما الآن فقد يخشى الالتباس، ولهذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسم الأول باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدي إلى دروس العلم وشيء قد أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين
ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة ا هـ.
أقول: وهذا الرأي يقوم على رعاية الاحتياط للقرآن من ناحيتين ناحية كتابته في كل عصر بالرسم المعروف فيه إبعادا للناس عن اللبس والخلط في القرآن، وناحية إبقاء رسمه الأول المأثور يقرؤه العارفون ومن لا يخشى عليهم الالتباس، ولا شك أن الاحتياط مطلب ديني جليل خصوصا في جانب حماية التنزيل.
انتهي ما أردت نقله من كتاب العلامة الزرقاني المسمي(مناهل العرفان في علوم القرآن)
والحمد لله رب العالمين
وصلي الله وسلم وبارك علي الحبيب المحبوب النبي الأمي الكريم سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
الرضواني- مشرف
- عدد الرسائل : 177
مواضيع مماثلة
» فضل القران واهله
» شبهات حول القرآن (1)
» أعداد في القرآن الكريم
» تعريف علوم القرآن
» أسرار التكرار في القرآن
» شبهات حول القرآن (1)
» أعداد في القرآن الكريم
» تعريف علوم القرآن
» أسرار التكرار في القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى