نسيبة العصر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نسيبة العصر
الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النور و اله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد النور و اله
هذه خلاصة العمل التي تم تقديمها كواجب في احد الدورات المقامة حاليا
الواجب الرابع: نساء تحدين الفشل.
زينب الغزالي ، نسيبة الأمة و رمز الصمود
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
آل عمران142
تتصادم الأفكار ، و تتحير الألباب ، و تخرس الألسن، و تدمَر الأحلام و الآمال ، و يهوي الكثير بل يسحق أمام أول صدام قد يواجهه في تحقيقه لهدفه و رسالته التي خلق لأجلها.
قد نتساءل لماذا تضيق عزائمنا ويقل صبرنا و تنفذ حيلتنا و نرضى بالقعود و التقاعس . بل إننا نبحث في داخلنا لنجد المبرر لأنفسنا من واقعنا، حتى إننا نستجدي إحساس اللوم و السخط على من حولنا و نبعد أصابع الاتهام عن ذواتنا. و كأنها الذات المقدسة التي لا ينبغي لها أن تتألم أو تذوق شعور الانكسار و جهد النضال ، لا لشيء الا لأنني " أنا "متناسين بذلك سُنَة الله في الكون و دستوره الذي نظمه و أقام عليه هذه الدنيا من كونها دار ابتلاء , مشوبة بالأكدار ممزوجة بالغصص
فقد قال سبحانه و تعالى
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
البقرة 155
و اليوم بين أيدينا قصة عجيبة و شخصية فذة ، بل تكاد تكون أسطورة . تحدَت الفشل بل رفضته جملة و تفصيلا و بقيت شامخة، ثابتة، صابرة، محتسبة في سبيل تحقيقها رسالتها و هدفها الذي عاهدت الله عليه.
لن نتحدث عن شخصية من الصحابة رضوان الله عليهم أو السلف الصالح حتى لا يُقال إن ذاك زمان ولَى و هم تربية سيد الخلق صلوات ربي و سلامه عليه و اله أو كانوا اقرب إليه زمانا ، و نحن في نهاية الزمان و لسنا مثلهم بل لا نمثل معشار إيمانهم و ثبوتهم.
لا ، لن نختار منهم و ان كانت قصصهم و مآثرهم دروسا تطبق في كل الأزمنة و الأمكنة. فالذي خلقهم في ذلك الزمن أراد لنا ان نتخذهم قدوة في أي زمان أو مكان كنا ،فالله واحد و الشرع واحد و الرسول واحد.
كما أننا لن نختار شخصية من الرجال حتى لا يقول البعض و الله إنَ الرجال قوامون على النساء ، و هم يجهلون المعنى الحقيقي لهذه الآية و ما أُريد بها.
بل اخترنا إمرة من عصرنا، تحسين و أنت تقرئين سيرتها تحسين أنها ممن اصطفاهن الله و اجتباهن و جعلها جندية من جنوده و سيفا من سيوفه. كرَست حياتها بل أفنتها في سبيل اعلاء كلمة " لا اله الا الله"
وسط محيط كان يدين بالعلمانية الصارخة و يدعو اليها، معتبرا ان الاسلام دين تخلف وجب فصله عن ميادين الحياة و مناهجها.
زينب الغزالي الجبيلي اسم خلَده التاريخ تشربت أصول الدين و تغلغل حبَ الله و رسوله صلى الله عليه و سلم الى اعماقها منذ طفولتها ، فوالدها واحد من كبار علماء الأزهر الشريف ، كان يلقبها بنسيبة بنت كعب المازنية و كأنه تفرس ما سيؤول اليه مصيرها فيما بعد.ربى فيها الجرأة و الصمود و الثبات على الحق ، و ان لا تخاف في الله لومة لائم.
و كان أول خطب داهمها في حياتها بعد وفاة والدها و انتقالها و أمها من قريتها التي ولدت فيها بمحافظة البحيرة الى القاهرة للعيش مع اخوتها الذين يدرسون و يعملون هناك هو رفض اخوها الاكبر لتعليمها رغم إلحاحها و إصرارها .و كان يقول' إن زينب علمها والدها الجرأة و لا تسمع الا لصوتها و صوت عقلها و يكفيها ما تعلمته في قريتها'.
تصوَروا هنا ماذا سيكون موقفها؟؟؟ و ما حيلتها خصوصا أن أمها كانت ترى وجوب طاعتها لأخيها الأكبر لانه بمثابة والدها.
هل ترضخ و ترضى و تستسلم و تمحي كل آمالها ، كل أحلامها لمجرد هذا القرار؟؟؟؟
و ماذا كنا سنفعل نحن لو كنا مكانها؟؟؟
المجتمع ضدي ، يمنعني من الاستمرار نحو تحقيق هدفي بل إنه يشدني و يقعدني اقعادا.
هل سأفشل و انسحب و أطوي سجل آمالي و احلامي وسط هذا الضغط ، هل اغرس جدور عزيمتي في تراب الاستسلام و القهر؟؟؟ و الأهم من ذلك كله هل يقيني و ثقتي بالله ستتزحزح أو تضعف اذا ما تاخر المدد عني؟؟؟......
و يأتي الفرج من الله الواحد الفرد الصمد لزينب أن قيض لها أخاها الثاني عليا الذي رأى أن تعليمها سوف يقوَمُ أفكارها و يُصوَِبُ رؤيتها للأشياء و الناس و اقتنى لها الكتب .لكن على قدر اهل العزم تأتي العزائم فزينب ليست بمن تكتفي بذلك و ترضا .
فذات يوم خرجت من منزلها بحي شبرا وعمرها اثنا عشر عاما وراحت تتجوَّل في الشوارع، فوقعت عيناها على مدرسة خاصة بالبنات فطرقت بابها، وعندما سألها البوَّاب عن غرضها، قالت له: جئت لمقابلة مدير المدرسة فسألها: لماذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها: أنا السيدة زينب الغزالي الشهيرة بنسيبة بنت كعب المازنية.. ولدي موعد معه.. فأدخلها البواب وهو يتعجب من طريقة هذه الفتاة الصغيرة!!!.
دخلت مكتب المدير وبادرته قائلة في طريقة آلية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا السيدة زينب الغزالي، ولقبي نسيبة بنت كعب المازنية.. فنظر إليها الرجل، وتصور أن بها مسا من الجن.. ثم سألها ماذا تريدين يا سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصت عليه قصتها وموقف شقيقها الأكبر من تعليمها وطلبت منه أن يَقْبلها طالبة في مدرسته.. وعندما سأل عن والدها وأخيها عرفها وعرف أسرتها.. وعرف جدها تاجر الأقطان المشهور ووالدها الأزهري المعروف.. وأعجب مدير المدرسة بذكاء الفتاة وجرأتها.. فطلب منها إحضار أخيها علي الذي يؤيد تعليمها ليسجلها في المدرسة.. وأجرى لها اختبارا في بعض الأسئلة.. فأجابته بكل ثقة.. ثم انتقلت بعده إلى الصف الأول وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختبارا ألحقها على إثره بالفصل التالي... وهكذا درست زينب في المدارس الحكومية لكنها لم تكتف بذلك.. فأخذت تتلقى علوم الدين على يد مشايخ من الأزهر منهم عبد المجيد اللبان ومحمد سليمان النجار رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر.. والشيخ علي محفوظ من هيئة كبار العلماء بالأزهر.. وبهذا جمعت زينب بين العلوم المدرسية الحديثة والتقليدية القائمة على الأخذ المباشر من الشيوخ. و هكذا بفضل الله اولا ثم عزيمتها التي عانقت الجبال و عدم رضوخها أو استسلامه زالت اول محنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النور و اله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد النور و اله
هذه خلاصة العمل التي تم تقديمها كواجب في احد الدورات المقامة حاليا
الواجب الرابع: نساء تحدين الفشل.
زينب الغزالي ، نسيبة الأمة و رمز الصمود
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
آل عمران142
تتصادم الأفكار ، و تتحير الألباب ، و تخرس الألسن، و تدمَر الأحلام و الآمال ، و يهوي الكثير بل يسحق أمام أول صدام قد يواجهه في تحقيقه لهدفه و رسالته التي خلق لأجلها.
قد نتساءل لماذا تضيق عزائمنا ويقل صبرنا و تنفذ حيلتنا و نرضى بالقعود و التقاعس . بل إننا نبحث في داخلنا لنجد المبرر لأنفسنا من واقعنا، حتى إننا نستجدي إحساس اللوم و السخط على من حولنا و نبعد أصابع الاتهام عن ذواتنا. و كأنها الذات المقدسة التي لا ينبغي لها أن تتألم أو تذوق شعور الانكسار و جهد النضال ، لا لشيء الا لأنني " أنا "متناسين بذلك سُنَة الله في الكون و دستوره الذي نظمه و أقام عليه هذه الدنيا من كونها دار ابتلاء , مشوبة بالأكدار ممزوجة بالغصص
فقد قال سبحانه و تعالى
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
البقرة 155
و اليوم بين أيدينا قصة عجيبة و شخصية فذة ، بل تكاد تكون أسطورة . تحدَت الفشل بل رفضته جملة و تفصيلا و بقيت شامخة، ثابتة، صابرة، محتسبة في سبيل تحقيقها رسالتها و هدفها الذي عاهدت الله عليه.
لن نتحدث عن شخصية من الصحابة رضوان الله عليهم أو السلف الصالح حتى لا يُقال إن ذاك زمان ولَى و هم تربية سيد الخلق صلوات ربي و سلامه عليه و اله أو كانوا اقرب إليه زمانا ، و نحن في نهاية الزمان و لسنا مثلهم بل لا نمثل معشار إيمانهم و ثبوتهم.
لا ، لن نختار منهم و ان كانت قصصهم و مآثرهم دروسا تطبق في كل الأزمنة و الأمكنة. فالذي خلقهم في ذلك الزمن أراد لنا ان نتخذهم قدوة في أي زمان أو مكان كنا ،فالله واحد و الشرع واحد و الرسول واحد.
كما أننا لن نختار شخصية من الرجال حتى لا يقول البعض و الله إنَ الرجال قوامون على النساء ، و هم يجهلون المعنى الحقيقي لهذه الآية و ما أُريد بها.
بل اخترنا إمرة من عصرنا، تحسين و أنت تقرئين سيرتها تحسين أنها ممن اصطفاهن الله و اجتباهن و جعلها جندية من جنوده و سيفا من سيوفه. كرَست حياتها بل أفنتها في سبيل اعلاء كلمة " لا اله الا الله"
وسط محيط كان يدين بالعلمانية الصارخة و يدعو اليها، معتبرا ان الاسلام دين تخلف وجب فصله عن ميادين الحياة و مناهجها.
زينب الغزالي الجبيلي اسم خلَده التاريخ تشربت أصول الدين و تغلغل حبَ الله و رسوله صلى الله عليه و سلم الى اعماقها منذ طفولتها ، فوالدها واحد من كبار علماء الأزهر الشريف ، كان يلقبها بنسيبة بنت كعب المازنية و كأنه تفرس ما سيؤول اليه مصيرها فيما بعد.ربى فيها الجرأة و الصمود و الثبات على الحق ، و ان لا تخاف في الله لومة لائم.
و كان أول خطب داهمها في حياتها بعد وفاة والدها و انتقالها و أمها من قريتها التي ولدت فيها بمحافظة البحيرة الى القاهرة للعيش مع اخوتها الذين يدرسون و يعملون هناك هو رفض اخوها الاكبر لتعليمها رغم إلحاحها و إصرارها .و كان يقول' إن زينب علمها والدها الجرأة و لا تسمع الا لصوتها و صوت عقلها و يكفيها ما تعلمته في قريتها'.
تصوَروا هنا ماذا سيكون موقفها؟؟؟ و ما حيلتها خصوصا أن أمها كانت ترى وجوب طاعتها لأخيها الأكبر لانه بمثابة والدها.
هل ترضخ و ترضى و تستسلم و تمحي كل آمالها ، كل أحلامها لمجرد هذا القرار؟؟؟؟
و ماذا كنا سنفعل نحن لو كنا مكانها؟؟؟
المجتمع ضدي ، يمنعني من الاستمرار نحو تحقيق هدفي بل إنه يشدني و يقعدني اقعادا.
هل سأفشل و انسحب و أطوي سجل آمالي و احلامي وسط هذا الضغط ، هل اغرس جدور عزيمتي في تراب الاستسلام و القهر؟؟؟ و الأهم من ذلك كله هل يقيني و ثقتي بالله ستتزحزح أو تضعف اذا ما تاخر المدد عني؟؟؟......
و يأتي الفرج من الله الواحد الفرد الصمد لزينب أن قيض لها أخاها الثاني عليا الذي رأى أن تعليمها سوف يقوَمُ أفكارها و يُصوَِبُ رؤيتها للأشياء و الناس و اقتنى لها الكتب .لكن على قدر اهل العزم تأتي العزائم فزينب ليست بمن تكتفي بذلك و ترضا .
فذات يوم خرجت من منزلها بحي شبرا وعمرها اثنا عشر عاما وراحت تتجوَّل في الشوارع، فوقعت عيناها على مدرسة خاصة بالبنات فطرقت بابها، وعندما سألها البوَّاب عن غرضها، قالت له: جئت لمقابلة مدير المدرسة فسألها: لماذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها: أنا السيدة زينب الغزالي الشهيرة بنسيبة بنت كعب المازنية.. ولدي موعد معه.. فأدخلها البواب وهو يتعجب من طريقة هذه الفتاة الصغيرة!!!.
دخلت مكتب المدير وبادرته قائلة في طريقة آلية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا السيدة زينب الغزالي، ولقبي نسيبة بنت كعب المازنية.. فنظر إليها الرجل، وتصور أن بها مسا من الجن.. ثم سألها ماذا تريدين يا سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصت عليه قصتها وموقف شقيقها الأكبر من تعليمها وطلبت منه أن يَقْبلها طالبة في مدرسته.. وعندما سأل عن والدها وأخيها عرفها وعرف أسرتها.. وعرف جدها تاجر الأقطان المشهور ووالدها الأزهري المعروف.. وأعجب مدير المدرسة بذكاء الفتاة وجرأتها.. فطلب منها إحضار أخيها علي الذي يؤيد تعليمها ليسجلها في المدرسة.. وأجرى لها اختبارا في بعض الأسئلة.. فأجابته بكل ثقة.. ثم انتقلت بعده إلى الصف الأول وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختبارا ألحقها على إثره بالفصل التالي... وهكذا درست زينب في المدارس الحكومية لكنها لم تكتف بذلك.. فأخذت تتلقى علوم الدين على يد مشايخ من الأزهر منهم عبد المجيد اللبان ومحمد سليمان النجار رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر.. والشيخ علي محفوظ من هيئة كبار العلماء بالأزهر.. وبهذا جمعت زينب بين العلوم المدرسية الحديثة والتقليدية القائمة على الأخذ المباشر من الشيوخ. و هكذا بفضل الله اولا ثم عزيمتها التي عانقت الجبال و عدم رضوخها أو استسلامه زالت اول محنة.
رضوانية حسنية- عضو فعال
- عدد الرسائل : 173
رد: نسيبة العصر
ثم بعد مسيرة طويلة كانت انظمت فيها زينب الغزالي الى الاتحاد النسوي و عملها فيه كعضو بارز و ترشيحها لتقلد اعلى المناصب. فيه شاء الله سبحانه و تعالى أن تتعرض لحادث مروع و هو انفجار قارورة الغاز عليها وفشل الاطباء و تصريحهم بعدم شفائها بل ان منهم من قال ان ايامها معدودة، نذرت لله ان هو شافاها لتنذر حياتها ما بقيت له و لخدمة دينه على النحو الذي يرضيه مما كان عليه السلف الصالح.
وفعلا بعد شفائها بمعجزة الاهية اذهلت الأطباء استقالت من الاتحاد النسوي و اسست جمعية السيدات المسلمات عام 1937
هنا لنقف وقفت تأمل و تحليل
زينب ايقنت أن النهج الذي كانت تسير فيه مع الاتحاد النسوي ليس بالمنهج الذي يرضاه الله سبحانه و ليس هو المنهج القرآني القويم، و إن كانت خطاباتها التي تلقيها تمتاز بالصبغة الدينية التي كانت تزعج عضوات الاتحاد و تراها من علامات تخلف المرأة اللاتي كنَ يدعين الى تحريرها..
ادركت أنها أخطأت السبيل، ماذا فعلت؟ هل أصرت على خطئها؟ هل أخذتها العزة بالإثم؟
بل بكل قوة واجهت ذاتها لتكسر عنها العزة التي قد تتصورها كل نفس ضعيفة، بكل قوة توقفت
و عادت ادراجا.
هذا الموقف قد تتصورينه اختي سهلا، فلتدركي انه من اصعب المواقف بل لا يكاد ينجوا منه الا اهل الخصوصية في استطاعتهم الوقوف امام ذواتهم و توقيفها و اجبارها على الاعتراف بخطأ خصوصا اذا كانوا بذلك يتنازلون عن شيء احبوه...فتوقفي وتأملي...
و لنعد الى السيدة زينب و نتابع معها سيرها.....
كان هدفها الدفاع عن الاسلام و المطالبة بالشريعة و دعوة المسلمين لكتاب الله وفق خطة مدروسة و منهجية منظمة فتقول في كتابها ايام من حياتي
"وكان فيما قررناه بعد تلك الدراسة الواسعة ، أنه بعد مضي ثلاثة عشر عاماً من التربية
الإسلامية للشباب والشيوخ والنساء والفتيات ، نقوم بمسح شامل في الدولة فإذا وجدنا أن الحصاد من أتباع الدعوة الإسلامية المعتقدين بأن الإسلام دين ودولة ، والمقتنعين بقيام الحكم الإسلامي قد بلغ 75 % من أفراد الأمة رجالاً ونساءً ، نادينا بقيام الدولة الإسلامية ، وطالبنا الدولة بقيام حكم إسلامي ، فإذا وجدنا الحصاد 25 جددنا التربية والدراسة لمدة ثلاثة عشر عاماً أخرى وهلم جرا ، حتى نجد أن الأمة فد نضجت لتقبل الحكم بالاسلام وما علينا أن تنتهي أجيال وتأتي أجيال ، المهم أن الإعداد مستمر ، المهم أن نظل نعمل حتى تنتهي آجالنا ثم نسلم الراية مرفوعة " بلا إله إلا الله ، محمد رسول الله " إلى الأبناء الكرام الذين يأتون من بعدنا...'
و لمَا كان هدفها يتصادم و الواقع العلماني المتفشي في ذلك الزمان وسط طبقة الحكام، اصطدمت مع جميع الأحزاب السياسية و السلطة الحاكمة اصطداما عنيفا. كانت بدايته حل جماعة السيدات المسلمات و وقف اصدار مجلتها ، ثم تلاه الى محاولات اغتيال من طرف المخابرات الأمنية ، فاعتقالها اخيرا سنة 1965 .
هذا كله من أجل تخليها عن رسالتها و مهمتها التي تقوم بها، و ما كان ذلك الا يزيدها اصرارا و مضيا نحو هدفها.
و من تتبع مسيرتها و قرأ سيرتها عرف مدى الويلات التي تعرضت لها و رأى المدد الالهي الذي لا ينقطع عن احبائه و أوليائه القائمين من اجل الدعوة اليه .و لعلنا نذكر مقتطفا من ذلك جاء في كتابها أيام من حياتي اذ تقول'
24 في الحجرة
ابتلعتني الحجرة فقلت : باسم الله السلام عليكم . وأغلق الباب وأضيئت الكهرباء قوية! إنها للتعذيب !
الحجرة مليئة بالكلاب ! لا أدرى كم ! ! أغمضت عيني ووضعت يدي على صدري من شدة الفزع ، وسمعت
باب الحجرة يغلق بالسلاسل والأقفال وتعلقت الكلاب بكل جسمي، رأسي ويدي، صدري وظهري، كل موضع في
جسمي، أحسست أن أنياب الكلاب تغوص فتحت عيني من شدة الفزع وبسرعة أغمضتهما لهول ما أرى
ووضعت يدي تحت إبطي وأخذت أتلو أسماء الله الحسنى مبتدئة ب "يا الله ، يا الله " وأخذت أنتقل من اسم إلى
اسم ، فالكلاب تتسلق جسدي كله ، أحس أنيابها في فروة رأسي، في كتفي، في ظهري، أحسها في صدري، في
كل جسدي، أخذت أنادى ربى هاتفة: "اللهم اشغلني بك عمن سواك ، اشغلني بك أنت يا إلهي يا واحد يا أحد يا
فرد يا صمد، خذني من عالم الصورة، اشغلني عن هذه الأغيار كلها، اشغلني بك ، أوقفني في حضرتك ،
إصبغني بسكينتك ، ألبسني أردية محبتك ، ارزقني الشهادة فيك والحب فيك والرضا بك والمودة لك وثبت
الأقدام يا الله ، أقدام الموحدين " . كل هذا كنت أقوله بسري، فالكلاب ناشبة أنيابها في جسدي . مرت ساعات
ثم فتح الباب وأخرجت من الحجرة . كنت أتصور أن ثيابي البيضاء مغموسة في الدماء، كذلك كنت أحس
وأتصور أن الكلاب قد فعلت . لكن يا لدهشتي، الثياب كأن لم يكن بها شيء، كأن نابا واحدا لم ينشب في
جسدي. سبحانك يا رب ،، إنه معي، يا الله هل أستحق فضلك وكرمك ، يا الله يا إلهي لك الحمد'.
رأيتي أخيه بما مرت به هذه السيدة ، و كيف كان يزيدها ثباتا و اصرارا و مضيا ، حتى انها كانت تحمل روحها بين اكفافها و هي محتسبة ذلك كله لله و تسأله أن يمنَ عليها بالشهادة في سبيله.
و يشاء سبحانه ان ينجز عهده و يجيئ بالفتح من عنده، و يوضع لها التمكين في الارض بعد 6 سنوات من السجن ذاقت فيها ما لا يتخيله عقل من فنون التعذيب.
واكملت خطاها بثبات في حقل الدعوة أكثر من نصف قرن جذبت خلقا كثيرا من مختلف الدول العربية و الاسلامة التي زارتها
و ختاما ادعو نفسي و ادعوكن اخواتي ، ان تقفن وقفة صدق مع أنفسكن و بدون تدليس و نسألها ماذا قدمنا لديننا؟ ماهو هدفنا؟ و هل نحن مستعدات لتحدي الصعاب في سبيل ذلك؟ و لنتذكر قول الشاعر
إذا غَــامَرتَ في شرف مَرُومٍ فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم
الموضوع لنفس كاتبته و لدينا الاذن بنشره _ لان الدورة مستمرة _
وفعلا بعد شفائها بمعجزة الاهية اذهلت الأطباء استقالت من الاتحاد النسوي و اسست جمعية السيدات المسلمات عام 1937
هنا لنقف وقفت تأمل و تحليل
زينب ايقنت أن النهج الذي كانت تسير فيه مع الاتحاد النسوي ليس بالمنهج الذي يرضاه الله سبحانه و ليس هو المنهج القرآني القويم، و إن كانت خطاباتها التي تلقيها تمتاز بالصبغة الدينية التي كانت تزعج عضوات الاتحاد و تراها من علامات تخلف المرأة اللاتي كنَ يدعين الى تحريرها..
ادركت أنها أخطأت السبيل، ماذا فعلت؟ هل أصرت على خطئها؟ هل أخذتها العزة بالإثم؟
بل بكل قوة واجهت ذاتها لتكسر عنها العزة التي قد تتصورها كل نفس ضعيفة، بكل قوة توقفت
و عادت ادراجا.
هذا الموقف قد تتصورينه اختي سهلا، فلتدركي انه من اصعب المواقف بل لا يكاد ينجوا منه الا اهل الخصوصية في استطاعتهم الوقوف امام ذواتهم و توقيفها و اجبارها على الاعتراف بخطأ خصوصا اذا كانوا بذلك يتنازلون عن شيء احبوه...فتوقفي وتأملي...
و لنعد الى السيدة زينب و نتابع معها سيرها.....
كان هدفها الدفاع عن الاسلام و المطالبة بالشريعة و دعوة المسلمين لكتاب الله وفق خطة مدروسة و منهجية منظمة فتقول في كتابها ايام من حياتي
"وكان فيما قررناه بعد تلك الدراسة الواسعة ، أنه بعد مضي ثلاثة عشر عاماً من التربية
الإسلامية للشباب والشيوخ والنساء والفتيات ، نقوم بمسح شامل في الدولة فإذا وجدنا أن الحصاد من أتباع الدعوة الإسلامية المعتقدين بأن الإسلام دين ودولة ، والمقتنعين بقيام الحكم الإسلامي قد بلغ 75 % من أفراد الأمة رجالاً ونساءً ، نادينا بقيام الدولة الإسلامية ، وطالبنا الدولة بقيام حكم إسلامي ، فإذا وجدنا الحصاد 25 جددنا التربية والدراسة لمدة ثلاثة عشر عاماً أخرى وهلم جرا ، حتى نجد أن الأمة فد نضجت لتقبل الحكم بالاسلام وما علينا أن تنتهي أجيال وتأتي أجيال ، المهم أن الإعداد مستمر ، المهم أن نظل نعمل حتى تنتهي آجالنا ثم نسلم الراية مرفوعة " بلا إله إلا الله ، محمد رسول الله " إلى الأبناء الكرام الذين يأتون من بعدنا...'
و لمَا كان هدفها يتصادم و الواقع العلماني المتفشي في ذلك الزمان وسط طبقة الحكام، اصطدمت مع جميع الأحزاب السياسية و السلطة الحاكمة اصطداما عنيفا. كانت بدايته حل جماعة السيدات المسلمات و وقف اصدار مجلتها ، ثم تلاه الى محاولات اغتيال من طرف المخابرات الأمنية ، فاعتقالها اخيرا سنة 1965 .
هذا كله من أجل تخليها عن رسالتها و مهمتها التي تقوم بها، و ما كان ذلك الا يزيدها اصرارا و مضيا نحو هدفها.
و من تتبع مسيرتها و قرأ سيرتها عرف مدى الويلات التي تعرضت لها و رأى المدد الالهي الذي لا ينقطع عن احبائه و أوليائه القائمين من اجل الدعوة اليه .و لعلنا نذكر مقتطفا من ذلك جاء في كتابها أيام من حياتي اذ تقول'
24 في الحجرة
ابتلعتني الحجرة فقلت : باسم الله السلام عليكم . وأغلق الباب وأضيئت الكهرباء قوية! إنها للتعذيب !
الحجرة مليئة بالكلاب ! لا أدرى كم ! ! أغمضت عيني ووضعت يدي على صدري من شدة الفزع ، وسمعت
باب الحجرة يغلق بالسلاسل والأقفال وتعلقت الكلاب بكل جسمي، رأسي ويدي، صدري وظهري، كل موضع في
جسمي، أحسست أن أنياب الكلاب تغوص فتحت عيني من شدة الفزع وبسرعة أغمضتهما لهول ما أرى
ووضعت يدي تحت إبطي وأخذت أتلو أسماء الله الحسنى مبتدئة ب "يا الله ، يا الله " وأخذت أنتقل من اسم إلى
اسم ، فالكلاب تتسلق جسدي كله ، أحس أنيابها في فروة رأسي، في كتفي، في ظهري، أحسها في صدري، في
كل جسدي، أخذت أنادى ربى هاتفة: "اللهم اشغلني بك عمن سواك ، اشغلني بك أنت يا إلهي يا واحد يا أحد يا
فرد يا صمد، خذني من عالم الصورة، اشغلني عن هذه الأغيار كلها، اشغلني بك ، أوقفني في حضرتك ،
إصبغني بسكينتك ، ألبسني أردية محبتك ، ارزقني الشهادة فيك والحب فيك والرضا بك والمودة لك وثبت
الأقدام يا الله ، أقدام الموحدين " . كل هذا كنت أقوله بسري، فالكلاب ناشبة أنيابها في جسدي . مرت ساعات
ثم فتح الباب وأخرجت من الحجرة . كنت أتصور أن ثيابي البيضاء مغموسة في الدماء، كذلك كنت أحس
وأتصور أن الكلاب قد فعلت . لكن يا لدهشتي، الثياب كأن لم يكن بها شيء، كأن نابا واحدا لم ينشب في
جسدي. سبحانك يا رب ،، إنه معي، يا الله هل أستحق فضلك وكرمك ، يا الله يا إلهي لك الحمد'.
رأيتي أخيه بما مرت به هذه السيدة ، و كيف كان يزيدها ثباتا و اصرارا و مضيا ، حتى انها كانت تحمل روحها بين اكفافها و هي محتسبة ذلك كله لله و تسأله أن يمنَ عليها بالشهادة في سبيله.
و يشاء سبحانه ان ينجز عهده و يجيئ بالفتح من عنده، و يوضع لها التمكين في الارض بعد 6 سنوات من السجن ذاقت فيها ما لا يتخيله عقل من فنون التعذيب.
واكملت خطاها بثبات في حقل الدعوة أكثر من نصف قرن جذبت خلقا كثيرا من مختلف الدول العربية و الاسلامة التي زارتها
و ختاما ادعو نفسي و ادعوكن اخواتي ، ان تقفن وقفة صدق مع أنفسكن و بدون تدليس و نسألها ماذا قدمنا لديننا؟ ماهو هدفنا؟ و هل نحن مستعدات لتحدي الصعاب في سبيل ذلك؟ و لنتذكر قول الشاعر
إذا غَــامَرتَ في شرف مَرُومٍ فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم
الموضوع لنفس كاتبته و لدينا الاذن بنشره _ لان الدورة مستمرة _
رضوانية حسنية- عضو فعال
- عدد الرسائل : 173
رد: نسيبة العصر
بارك الله فيكي وجعلكي من سيدات اهل الجنة
http://files.fatakat.com/2009/2/1235432508.gif
http://files.fatakat.com/2009/2/1235432508.gif
ام رضوان- عضو فعال
- عدد الرسائل : 114
رد: نسيبة العصر
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
بارك الله فيك يا رضوانية وجعلك الله من الصالحات ووفقك الله لخدمة دينه
بارك الله فيك يا رضوانية وجعلك الله من الصالحات ووفقك الله لخدمة دينه
ابو اسماعيل الجعفري- عضو فعال
- عدد الرسائل : 156
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى