الولي والولاية والتصوف والصوفي

بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخنا ومولانا العارف بالله سيدي الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحمد لله الذي تكرم علينا فجعلنا مسلمين , والصلاة والسلام علي من أنزل عليه قوله تعالي ( ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين ءامنوا وكانوا يتقون. لهم البشري في الحيوة الدنيا وفي الآخرة )
لقد سألني سائل أن أتكلم عن الولاية والولي وما شرطه وما علامته فأحببت أن أتكلم لله وبالله وأقول بعون الله مستعينا به:
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم) فالأولياء أضافهم لنفسه تشريفا لأنهم يستحقون هذا التشريف وهذا الثناء وهذه البشري التي بشر بها الحق أولياءه في الدنيا والآخرة والجنة ,لأنهم قوم تركوا كل ما نهي الله عنه، وقاموا بأوامره خير قيام.
ولا يسمي الولي وليا إلا إذا قام بأمر الله وانتهي عما نهاه عنه، فمن فعل المنهي عنه فليس بولي لأن الولي يدخل في آية ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) عبادي نسبة تشريف،
والنبي- صلي الله عليه وسلم- معصوم والولي محفوظ،
وقد سئل النبي- صلي الله عليه وسلم- عن الولي فقال " من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله " فإنما هي ولا ية الله ولا تنال بغير ذلك.
والولي الذي إذا رأيته رأيته يذكر الله وليس عنده غفلة ولا فضول ولا ما يخالف الأدب مع الحق ، فتراه بين يدي الله محفوظ اللسان والفرج والسمع، فلا يقول غيبة ولا يسمع منكرا ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) أي قالوا قولا كريما , يصلحون حال من يمرون عليهم (والذين هم عن اللغو معرضون )،
قال الرسول- صلي الله عليه وسلم -:" من تكفل لي ما بين لحييه ورجليه تكفلت له بالجنة "، سمعه ولسانه وفرجه وبطنه وعينه .
أراد أن يبين منزلة الأولياء فقال ( لا خوف عليهم ) لا يترك لهم بلاء في هذه الدار يمس إيمانهم أو إسلامهم أو عقائدهم فهم ( لا خوف عليهم ) في هذه الدار ولا في القبر ولا عند القيامة.
( ولا هم يحزنون ) لا يحزنون علي خَلَفهم فإن الملائكة تقول له عند االموت : يا عبد الله إن الله يبشرك بالجنة فلا تحزن علي خلفك، ( وكان أبوهما صالحا ) قيل الجد العاشر للأم، فإذا خفت أيها الإنسان علي خلفك فاتق الله يحفظهم من بعدك فإن رسولكم الكريم -صلي الله عليه وسلم- مات والده وهو في بطن أمه وماتت أمه ومات جده فكفله الحق وأدبه الحق ورباه الحق وعلمه الحق " أدبنب ربي فأحسن تأديبي "
والولا ية حصن من دخل فيه صار محفوظا ، لا يدنو منه الشيطان وصار غنيا لا يحتاج إلي أحد من الخلق ( وهو يتولي الصالحين ) فمن تولاه الله لا يحوجه إلي أحد ، يرزقه من غير سبب وييسر له كل أمر فهو سائر إلي ربه أينما كان لا يدنو الشيطان من حضرته ولا يفارق حفظ الله جنابه فهو ينصر الله وينصره الله ( إن تنصروا الله ينصركم ) والتابع للنبي- صلي الله عليه وسلم- يدخل في هذا لأن كل تابع يدخل مع متبوعه ( قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني) والتابع للنبي- صلي الله عليه وسلم- مندرج مع النبي- صلي الله عليه وسلم- أينما ذهب .,
وقال رضي الله عنه :
الولي عبد عصمت بشريته عن المخالفات وصار قلبه خاليا عن المكونات، لا يعرف غير ربه، ولا يطلب كرامة ولا خرق عادة ، قائم بالحق ، منزه عن السوي ,مُعرِض عن الغير ، رحيم بخلق الله ، عفو صفوح، يلين قلبه لكل مسلم ، انفرد لله بالله لا يقف مع عرش ولا فرش ، يتقذر كل أمر لا يدنيه من حضرة الله يوم القيامة، قوي في إيمانه فلا تأخذه في الله لومة لائم ، وصار في المعية الكبري ، ليس ببخيل ، سهل صعب :إن الله يقيم العارفين في مقامين ، مقام عدل فيصيرون كالملوك ومقام فضل فيكونون رحمة عامة ، يظن بعض الناس أن الولا ية تنال بسهولة ، كلا ، لابد من اختبار وبلاء حتي تستعذب كل بلاء نزل من الله عليك وتراه طربا مسرورا فرحا.
الفقر والغني عندهم سواء، والمرض والصحة عندهم سواء، لا يفرحون بغير ربهم قلوبهم مصب تجليات الله . وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: الفقر والغني عندي سواء، لأنه كان علي استعداد للآخرة،
والولي علي استعداد للآخرة ولكن الله يخفي أعمالهم علي أهل البطالة رحمة علي عباده.
فإذا عُرف الولي ولم يُطع نزل البلاء علي من يعصيه كما قال ابن العباد : ومن رحمة الله أنه أخفي أولياءه عن العامة رحمة بهم . وبعض العارفين لا يعرفهم أحد وهذا من رحمة الله حتي يظنوا في بعضهم الخير.
والولا ية حفظ من كل سهو . والولي يحكم علي خياله وخاطره فلا يخطر علي قلبه سوي الله ، ولا يأتيه الحلم قط لأنه في حضرة الله ، والحلم من الشيطان، والشيطان لا يقرب الأولياء، والأولياء لا ينتابون في نومهم لأنهم في حضرة الله ، يفرون من نومهم، وهم لا ينامون وإنما يأخذهم الله عنده فلا يدرون أناموا أم استغرقوا..!!
جعلنا الله منهم من غير بلاء ولا محنة.

وقال رضي الله عنه:
التصوف هو العمل بالكتاب والسنة والاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم
والصوفي رجل غلبه حب الله ورسوله علي حب كل شئ فهو مجذوب إلي الحق.

وقال مولانا العارف بالله سيدي الشيخ محمد أحمد رضوان رضي الله عنه عن الأولياء:
ذاقوا حلاوةحبه وبه ارتضوا ........... ربا لهم يعطي العبيد ويغدق
تاقت بهم أرواحهم نحو العلا ........... إن المعالي فيهموا تتحقق
شهدوا شهودا ثم خافوا ربهم ............ فغدا عبير الحق منهم يعبق
وصلي وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.

الله
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد النور و اله

جزاك الله خيرا سيدي المدير
اللهم انفعنا بحب احبابك و ببركتهم و احشرنا معهم يااااااااااااااااارب

اللهم نسألك ان تغفر لنا ونسألك بفضلك وبرحمتك ان تعفو عنا فانك عفوا كريم تحب العفو

رد: الولي والولاية والتصوف والصوفي
احسنت اخي الكريم بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا
جعلنا الله من اوليائة من غير بلاء ولا محنة.