منتدي الساحة الرضوانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خلاصة القول في أمر التوسل

اذهب الى الأسفل

خلاصة القول في أمر التوسل Empty خلاصة القول في أمر التوسل

مُساهمة من طرف مصطفى صبري السبت يوليو 25, 2009 12:46 pm

الخلاصة
أنه مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عند الله قدر علِيّ ومرتبة رفيعة، وجاه عظيم، فأي مانع شرعي أو عقلي يمنع التوسل به فضلاً عن الأدلة التي تثبته في الدنيا والآخرة – ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه فنحن ندعوه بما أحب أياً كان، تارة نسأله بأعمالنا الصالحة لأنه يحبها وتارة نسأله بمن يحبه من خلقه كما في حديث آدم السابق، وكما في حديث فاطمة بنت أسد الذي ذكرناه، وكما في حديث عثمان بن حنيف المتقدم، وتارة نسأله بأسمائه الحسنى كما في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - [أسألك بأنك أنت الله"> أو بصفته أو فعله كما في قوله في الحديث الآخر: [أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك">، وليس مقصوراً على تلك الدائرة الضيقة التي يظنها المتعنتون.
وسر ذلك أن كل ما أحبه الله صح التوسل به، وكذا كل من أحبه من نبي أو وليّ، وهو واضح لدى كل ذي فطرة سليمة ولا يمنع منه عقل ولا نقل بل تضافر العقل والنقل على جوازه والمسؤول في ذلك كله الله وحده لا شريك له، لا النبي ولا الولي ولا الحي ولا الميت، {قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}.
وإذا جاز السؤال بالأعمال فبالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى لأنه أفضل المخلوقات والأعمال منها والله أعظم حبَّاً له - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأعمال وغيرها – وليت شعري ما المانع من ذلك، واللفظ لا يفيد شيئاً أكثر من أن للنبي قدراً عند الله، والمتوسل لا يريد غير هذا المعنى، ومن ينكر قدره عند الله فهو كافر كما قلنا.
وبعد: فمسألة التوسل تدل على عظمة المسؤول به ومحبته، فالسؤال بالنبي إنما هو لعظمته عند الله أو لمحبته إياه وذلك مما لاشك فيه على أن التوسل بالأعمال متفق عليه، فلماذا لا نقول: إن من يتوسل بالأنبياء أو الصالحين هو متوسل بأعمالهم التي يحبها الله، وقد ورد حديث أصحاب الغار فيكون من محل الاتفاق؟.
ولا شك أن المتوسل بالصالحين إنما يتوسل بهم من حيث أنهم صالحون فيرجع الأمر إلى الأعمال الصالحة المتفق على جواز التوسل بها.


شبهة مردودة
: فهذه الأحاديث والآثار كلها تثبت التوسل وتؤيده، فإن قيل: إن ذلك خاص بحياته صلى الله عليه وآله وسلم.فالجواب: أن هذا التخصيص لا دليل عليه خصوصاً وأن الروح باقية وهي التي يكون بها الإحساس والإدراك والشعور.ومذهب أهل السنة والجماعة أن الميت يسمع ويحس ويشعر وأنه ينتفع بالخير ويفرح ويتأذى بالشر ويحزن، وهذا بالنسبة لكل إنسان، ولذا نادى صلى الله عليه وآله وسلم أهل القليب من كفار قريش يوم بدر فقال: يا عتبة يا شيبة يا ربيعة، فقيل له: كيف تناديهم وقد جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم لكنهم لا يستطيعون الجواب.

فإذا كان هذا عاماً لكل إنسان فكيف بأفضل البشر وأكرمهم وأجلهم، لا شك أنه أكمل إحساساً وأتم إدراكاً وأقوى شعوراً على أنه قد جاء التصريح في الأحاديث الكثيرة بأنه يسمع الكلام ويرد السلام وتعرض عليه أعمال الأمة وأنه يستغفر لسيئاتهم ويحمد الله على حسناتهم.


وقيمة الإنسان في الحقيقة إنما هي بمقدار شعوره وإحساسه وإدراكه لا بحياته، ولذلك نرى كثيراً من الأحياء قد حرمهم الله تعالى الإحساس والشعور الإنساني مع بلادة الطبع وقلة الذوق ولكنهم لا ينتفع بهم بل هم في صفوف الأموات والعياذ بالله.


زعم بعض الجهلة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمعنا ولا يرانا ولا يعرفنا.


ومن هؤلاء الموتى من زعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يرى ولا يعرف عنا ولا يدعو الله تعالى لنا، فأي جراءة أعظم من هذا؟ وأي جهل أقبح من هذا؟ إضافة إلى سوء الأدب والانتقاص لقدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد تضافرت الأحاديث والآثار التي تثبت أن الميت يسمع ويحس ويعرف سواء أكان مؤمناً أم كافراً.قال ابن القيم في كتاب الروح: والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم.وقد سئل الشيخ ابن تيمية عن هذه المسألة فأفتى بما يؤيد ذلك (أنظر الفتاوى ج24 ص331 وص362).فإذا كان هذا في حق عامة البشر فما بالك بعامة المؤمنين بل بخاصة عباد الله الصالحين بل بسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فصلنا هذه المسألة في مبحث خاص بها في كتابنا هذا بعنوان: ((الحياة البرزخية حياة حقيقية)) بعنوان ((حياة خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم)).


بيان أسماء المتوسلين من أئمة المسلمين


ونذكر هنا أسماء أشهر من يقول بالتوسل، أو ممن نقل أدلته – من كبار الأئمة وحفاظ السنة.


1 – فمنهم الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه [المستدرك"> على الصحيحين، فقد ذكر حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصححه.


2 – ومنهم الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه [دلائل النبوة">، فقد ذكر حديث آدم وغيره، وقد التزم أن لا يخرج الموضوعات.


3 – ومنهم الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه [الخصائص الكبرى"> فقد ذكر حديث توسل آدم.


4 – ومنهم الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (الوفاء)، فقد ذكر الحديث وغيره.


5 – ومنهم الإمام الحافظ القاضي عياض في كتابه ((الشفا في التعريف بحقوق المصطفى))، فقد ذكر في باب الزيارة وباب فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً من ذلك.


6 – ومنهم الإمام الشيخ نور الدين القاري المعروف بملا علي قاري في شرحه على الشفا في المواطن السابقة.


7 – ومنهم العلامة أحمد شهاب الدين الخفاجي في شرحه على الشفا المسمى ((بنسيم الرياض))، في المواطن السابقة.


8 – ومنهم الإمام الحافظ القسطلاني في كتابه [المواهب اللدنية"> في المقصد الأول من الكتاب.


9 – ومنهم العلامة الشيخ محمد عبد الباقي الزرقاني في شرحه على المواهب (ج1 ص44).


10 – ومنهم الإمام شيخ الإسلام أبو زكريا يحيى النووي في كتابه الإيضاح [في الباب السادس ص498">.


11 – ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في حاشيته على الإيضاح ص499، وله رسالة خاصة في هذا الباب تسمى ب[الجوهر المنظم">.


12 – ومنهم الحافظ شهاب الدين محمد بن محمد بن الجوزي الدمشقي في كتابه [عدة الحصن الحصين"> في فضل آداب الدعاء.


13 – ومنهم العلامة الإمام محمد بن علي الشوكاني في كتابه [تحفة الذاكرين"> ص161.


14 – ومنهم العلامة الإمام المحدث علي بن عبد الكافي السبكي في كتابه [شفاء السقام في زيارة خير الأنام">.


15 – ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير في تفسير قوله تعالى {وَلَوْأَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ}.. فقد ذكر قصة العتبي مع الأعرابي الذي جاء زائراً قاصداً مستشفعاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يعترض عليها بشيئ، وذكر قصة توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في [البداية والنهاية"> ولم يحكم بوضعها (ج1 ص180).وذكر قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوسل به وقال: إن إسنادها صحيح (ج1 ص91). - وذكر أن شعار المسلمين يامحمداه (ج6 ص324).


16 – ومنهم الإمام الحافظ ابن حجر الذي ذكر قصة الرجل الذي جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوسل به وصحح سندها في فتح الباري (ج2 ص495).


17 – ومنهم الإمام المفسر أبو عبد الله القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} (ج5 ص265).
مصطفى صبري
مصطفى صبري
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 112

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى